وهو قليل كما ذكرنا في باب النعت في قوله :
أنا ابن جلا ، وطلاع الثنايا |
|
متى أضع العمامة تعرفوني (١) ـ ٣٨ |
فيكون التقدير : نعم الشيء شيء يعظكم به ، وبئس الشيء شيء شروا به أنفسهم ، مع أنه قد جاء صريحا في قوله :
٧٤٩ ـ نعم الفتى فجعت به إخوانه |
|
يوم البقيع حوادث الأيام (٢) |
أي فتى فجعت ؛ ويجوز أن يكون «تخرج» ، في قوله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ)(٣) ، صفة مخصوص محذوف ، وأن يكون صفة التمييز المذكور والمخصوص محذوف ، أي : قولهم ؛ وفي قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا)(٤) يجوز أن يكون على هذا القول ، أي كون «ما» بمعنى «الشيء» وقوله : اشتروا به أنفسهم ، جملة متوسطة بين الفاعل والمذموم ، بيانا لاستحقاقه الذم ، وأن يكون صفة مذموم محذوف ، فقوله : أن يكفروا ، بدل من ذلك المذموم ، أو خبر مبتدأ محذوف والجملة بيان للمذموم ؛
قال الزمخشري (٥) والفارسي في أحد قوليه «ما» نكرة مميّزة منصوبة المحل ، إما موصوفة بالجملة ، والمخصوص إما محذوف كما في قوله (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) ، أو مذكور كما في قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا) أو نكرة غير موصوفة ، كما في نحو : (فَنِعِمَّا هِيَ ،) وقولهم : دققته دقا نعما ؛
ولا يؤكد فاعل نعم الظاهر ، تأكيدا معنويا ، لأنه (٦) لا يكون إلا للمعارف كما هو
__________________
(١) تقدم ذكره في الجزء الأول في ما لا يتصرف وهو من شعر سحيم بن وثيل الرياحي ؛
(٢) من شعر لمحمد بن بشير الخارجي أورده أبو تمام في باب المراثي من ديوان الحماسة ، ونسبه بعضهم لابراهيم ابن هرمة ؛
(٣) من الآية ٥ سورة الكهف ؛
(٤) تقدمت قريبا ؛
(٥) انظر شرح ابن يعيش على المفصل ج ٧ ص ١٣٤ ؛
(٦) أي التوكيد المعنوي ؛