اشتريت ، وقربت منه على : انفصلت منه ؛
وقوله :
٨١٠ ـ رعته أشهرا وخلا عليها |
|
فطار النيّ فيها واستعارا (١) |
أي : على مذاقها ، كأنه ملك مذاقها وتسلّط عليه فهي تميل إليه وتتبعه ،
وقولهم : فلان على جلالته يقول كذا ، أي : معها ، وكأنّ المعنى أنه يلزمها لزوم الراكب لمركوبه من قولهم : ركبته الديون أي لزمته ؛
ومنها : سر على اسم الله ، أي ملتزما به ، فكأنه مركب يحملك إلى مقصودك ؛ ومنه قولهم : مررت على زيد ، لأنه يفيد أن مرورك به كان من جهة الفوق ، بخلاف معنى : مررت به ؛
وقوله :
٨١١ ـ انّ الكريم وأبيك يعتمل |
|
إن لم يجد يوما على من يتّكل (٢) |
«على» ليست فيه زائدة ، بل الكلام على التقديم والتأخير ، وأصله : إن لم يجد يوما من يتكل عليه ، فامتنع حذف الضمير المجرور الراجع إلى الموصول ، كما مرّ في باب الموصولات (٣) ، فقدّم على «على من يتكل» فصار : على من يتكل ، فجاز حذف الضمير لانتصابه ، بيتكل صريحا ؛
__________________
(١) من قصيدة للراعي النميري ، يصف ناقة رعت نباتا معينا وانفردت به أشهرا ، فسمنت ، وهو معنى قوله :
قطار النيّ ، أي ارتفع والني الشحم يقال : نويت الناقة أي سمنت ، وأما قوله استعار فقيل انه بالغين المعجمة والمعنى ذهب في جسمها وغار فيه ، أو بالعين المهملة أي ذهب فيه يمينا وشمالا من قولهم عار الفرس أي أفلت فهو يذهب في كل ناحية ؛
(٢) من الأبيات المجهولة القائل وهو في سيبويه ، ج ١ ص ٤٣٣ ؛ قال البغدادي ان السيوطي أورد قبله :
إني لساقيها وإني لكسل |
|
وشارب من مائها ومغتسل |
(٣) في أول الجزء الثالث من هذا الشرح ؛