قوله : «وقد يكونان» ، أي عن ، وعلى ، اسمين ، فلا يستعملان إلّا مجرورين. بمن ، وإنما تتعيّن ، إذن ، اسميتهما ، لأن الجرّ من خواص الأسماء ، قال يصف قطاة ؛
٨١٢ ـ غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها |
|
تصلّ وعن قيض ببيداء مجهل (١) |
وقال :
٨١٣ ـ ولقد أراني للرماح دريئة |
|
من عن يميني مرة وأمامي (٢) |
فيبنيان ، إذن ، لكونهما على لفظ الحرفين ، ومناسبين لهما معنى ، فيلزم «عن» الإضافة ، ومعناه : جانب ، بخلاف «على» ؛ قال :
باتت تنوش الحوض نوشا من علا |
|
نوشا به تقطع أجواز الفلا (٣) ـ ٧٥٧ |
أي : من فوق ؛
قوله : «والكاف للتشبيه» ، ودليل حرفيته ، وقوعه صلة في نحو : جاءني الذي كزيد ، فهو مثل : الذي في الدار ؛
فإن قيل : لم لا يجوز أن يكون بمعنى المثل ، والمبتدأ محذوف ، أي : الذي هو كزيد ، أي مثل زيد ؛
قلت : قد تقدم في باب الموصولات : أن حذف المبتدأ في صلة غير «أي» إذا لم تطل ، في غاية القلة ، واستعمال نحو : الذي كزيد : شائع كثير ؛
وتتعيّن اسميتها إذا انجرّت ، كما في قوله :
__________________
(١) من قصيدة لمزاحم العقيلي ، والبيت في وصف قطاة انصرفت عن فرخها وما حوله من قشر البيض بعد أن طال عطشها. وجوفها يصل أي يحدث صوتا من العطش ، والقيض هو قشر البيض الذي خرج منه الفرخ.
والزيزاء روى ببيداء مجهل أي صحراء يضل فيها السالك ؛
(٢) لقطري بن الفجاءة من أبيات أولها البيت الذي يستشهدون به على مجيء الحال من النكرة وهو :
لا يركنن أحد إلى الأحجام |
|
يوم الوغى متخوّفا لحمام |
(٣) تقدم في أول حروف الجر ؛