تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ، فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ)(١) أي : أمّا يكن شيء ، فإن كان المقرّبين فله روح وريحان ، فقوله : روح ، جواب «أمّا» ، استغنى به عن جواب؟؟؟ ؛ والدليل على أنها ليست جواب «ان» : عدم جواز : أمّا إن جئتني أكرمك ،؟؟؟ وجوب أمّا إن جئتني فاكرمك ، مع أنك تجوّز إن ضربتني أكرمك بالجزم ، أكثر من : إن ضربتني فأكرمك ، قال تعالى : (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ)(٢) ، أي : أمّا يكن من شيء ، فإذا ما ابتلاه يقول ،
وإنما وجبت الفاء في جواب «أمّا» ، ولم يجز الجزم وإن كان فعلا (٣) مضارعا ، فلم يجز : أمّا زيد يقم : لأنه لما وجب حذف شرطها فلم تعمل فيه ، قبح أن تعمل في الجزاء الذي هو أبعد منها ، من الشرط ، ألا ترى أنه إذا حذف الجزاء في نحو : آتيك إن أتيتني ، فالأصل ألّا تعمل الأداة في الشرط (٤) ، فالجزاء ، بعدم الانجزام عند حذف الشرط أولى ،
وأمّا قولهم : افعل وإلّا أضربك (٥) ، فإنما انجزم الجزاء لعدم لزوم حذف الشرط ههنا ؛
و «أمّا» : بمعنى «إن» ، كما ذكرنا ، وأمّا تفسير سيبويه (٦) لقولهم : أمّا زيد فقائم ، بمهما يكن من شيء فزيد قائم ، فليس لأن «أما» «بمعنى» «مهما» ؛ وكيف ، وهذه حرف ، و «مهما» اسم ؛ بل قصده إلى المعنى البحت ، لأن معنى مهما يكن من شيء فزيد قائم : إن كان شيء فزيد قائم ، أي : هو قائم البتّة ؛
ويجوز أن يكون «أمّا» عند الكوفيين : «إن» الشرطية ضمت إليها «ما» عند حذف شرطها ، على ما بيّنت من مذهبهم في : أمّا أنت منطلقا ، انطلقت (٧)
__________________
(١) الآيتان ٨٨ ، ٨٩ في سورة الواقعة ؛
(٢) الآية ١٦ سورة الفجر ؛
(٣) يعني وإن كان جوابها فعلا مضارعا ؛
(٤) لأن الأصل أن يكون شرطها حينئذ ، ماضيا أو مضارعا منفيا بلم ؛
(٥) أي بجزم الجواب مع أن الشرط محذوف ؛
(٦) قال سيبويه : وأما «أمّا» ففيها معنى الجزاء كأنه يقول عبد الله مهما يكن من أمره فهو منطلق ج ٢ ص ٣١٢ ؛
(٧) في الجزء الثاني ، باب خبر كان وأخواتها ؛