قوله : «وفيما عداه مفتوح» أي فيما عدا المذكور ، وما عداه : الواحد المذكر ، نحو : اضربنّ ، واغزونّ ، وارمينّ ، واخشينّ ؛ والمثنى ، نحو : اضربانّ ، وجمع المؤنث نحو : اضربنانّ ، وليس ما قبلها في المثنى وجمع المؤنث مفتوحا ، بل هو ألف ، بلى قبل الألف فتحة ، ولعلّ هذا مراده ؛
أمّا فتح ما قبلها في الواحد المذكر ، فلتركيب الفعل مع النون وبنائه على الفتح ، لكون النون كجزء الكلمة ؛
وإنما ردّت اللامات المحذوفة للجزم أو الوقف (١) في نحو : ليغزونّ واغزونّ ، وليرمينّ ، وارمينّ ، وليخشينّ ؛ لأن حذفها كان للجزم أو للوقف الجاري مجراه ، ومع قصد البناء على الفتح للتركيب : لا جزم ولا وقف ؛
وهذا الذي ذكرناه من كونه مبنيا على الفتح مذهب سيبويه (٢) ، والمبرد ، وأبى علي ؛ وقال الزجاج والسيرافي ، بل الحركة للساكنين ، معربا كان الفعل أو مبنيا ، لأنه بلحاق النون ، بعد الفعل عن شبه الأسماء فعاد إلى أصله من البناء ، والأصل في البناء السكون فلزم تحريك للساكنين ، فحرّك بالفتح صيانة للفعل من الكسر أخي الجرّ ، بلا ضرورة ، كما كانت (٣) في : اضربنّ إلّا أنه تحريك للساكن بحركة كالحركة اللازمة ، لكون اللام متحركة في الأصل أي المضارع ، وكون النون كجزء الكلمة لاتصاله بنفس الفعل ، لا بالضمير كما في : اخشونّ واخشينّ ، بخلاف «الرجل» في : اضرب الرجل ،
فلكونها كاللازمة ردّت العين المحذوفة للساكنين في : قومنّ ، ولم تردّ في : (قُمِ اللَّيْلَ)(٤) ؛
__________________
(١) يريد به البناء المقابل للإعراب ؛
(٢) عبارة سيبويه في ٢ / ١٥٤ : وإذا كان فعل الواحد مرفوعا ثم لحقته النون ، صيّرت الحرف المرفوع مفتوحا ؛
(٣) أي الضرورة ، وهي من اضربنّ ، إبقاء الكسرة لتدل على ياء المخاطبة ؛
(٤) من الآية الثانية في سورة المزمّل ؛