حوادث سنة ٨٦٩ ه ـ ١٤٦٤ م
بغداد ـ جهان شاه :
لم تجد المخابرات ، ولا أفادت الرسل ، وإنما أدت تلك المفاوضات إلى توتر الحالة وإلى الفتن والمقارعات بل الحروب ومن حين ورد (درتنك) تواترت الأخبار بمجيئه ووصلت مقدمة العسكر إلى البندنيجين وعند ذلك قرر الأمير پير بوداق أن يخرب المملكة فعاث فيها الجيش فنهبوا واحرقوا وخربوا وساقوا الدواب والأحشام وعبروها إلى الجانب الغربي ...
أما جهان شاه فإنه وافى إلى مزار الإمام أبي حنيفة وأرسل إليه يقول جئناك فماذا تفعل فقال للقاصد أهلا ومرحبا به فلما قرب العسكر من السور رشقوهم بالنبال فحط بعيدا عن السور وحفر عليه خندقا وأحاطهم بجميع سور بغداد وذلك نهار الاثنين ١٤ جمادى الثانية سنة ٨٦٥ ه (وهذا التاريخ الذي بينه الغياثي غير صحيح وصوابه ٨٦٩ ه لأننا تجاوزنا حوادث هذه السنة).
وانحصر پير بوداق في المدينة وكان عنده عسكر كثير فاختار منهم البعض وأعطى الباقين دستورا (١) فخرجوا من المدينة. ولما طالت المدة أعطى الرعية دستورا وقال من لم يكن له طاقة للحصار فليخرج. فخرج خلق كثير. فقام حسين طرخان وكان أحد أمرائه فقال له : حيث إن الرعية تخرج عنا يجب أن تأخذ أموالهم وتتركهم فقال افعل ما تشاء.
فانتهب مال الكثيرين من الرعايا. فصادر وعذب وأخرج الناس بنسائهم وأولادهم.
عمل الأمير پير بوداق بالناس هذه الأعمال داخل المدينة وجهان
__________________
(١) الدستور : الإذن السلطاني ، أو الأمر بأن يعمل المرء ما يختار.