وممالك العراق في أيامه ، فإنه كان فاسقا زنديقا لا يتدين بدين وأبطل بتلك الممالك شعائر الإسلام وقتل العلماء وكان سماطه في رمضان يمد في ضحوة النهار كما يمد في الإفطار على رؤوس الأشهاد والويل لمن كان لا يأكل منه.
وكان في ابتداء أمره ربي في مدينة أربد وصحب نصاراها فلقن منهم عقائد السوء والزندقة والميل إلى دين النصرانية ونشأ على ذلك خفية ووالده قرا يوسف لا يعرف بحاله فلما أقامه والده قرا يوسف في ملك بغداد ... أظهر العدل في الرعية والتدين والعفة عن القاذورات المحرمة عدة سنين إلى أن مات والده ... فاستفحل أمره بها وتغير عن ذلك كله وأظهر اعتقاده السيىء وتزندق وكفر وقتل العلماء وأبطل صلاة الجمعة والجماعة وصرح باعتقاده بدين النصارى وتعظيم المسيح على سائر خلق الله وكان يسأل العلماء أولا أيما أفضل الحي أو الميت فيقولون الرجل الحي أفضل فيقول ها عيسى حي ومحمد ميت ثم يأمر به في الحال ولا يسمع له بعد ذلك جوابا. وكان الغالب على دولته والحاكم فيها نصراني يعرف بعبد المسيح ولما فشا منه ذلك انفلّ عنه عسكره وبقي في بغداد طائفة قليلة فكثر عند ذلك قطاع الطريق في أعمال بغداد وما والاها حتى فسدت السابلة ورحلت الناس عن بغداد فوجا فوجا وانقطع ركب الحاج من بغداد سنين ونفرت القلوب إلى أن غلبه أخوه أصبهان بن قرا يوسف وأخرجه من بغداد وملكها من بعده ، وكان أصبهان أكفر من أخيه شاه محمد وأظلم. ولما خرج شاه محمد هذا من بغداد تشتت في البلاد إلى أن قتل شر قتلة في حصن يقال له شيكان (شيخان) من بلاد شاه رخ بن تيمور لنك في ذي الحجة سنة ٨٣٧ وذهبت روحه إلى سقر ... وأقيم بدله أمير زاده (علي) ابن أخي قرا يوسف في البلاد التي قتل بها وأراح الله الناس منه ، فإنه كان شر الملوك فأولاد قرا يوسف بأجمعهم هم أوحش خلق الله في أيامهم خربت ممالك العراق