تهذيب اللغة [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تهذيب اللغة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

قلت : ومال عفتان في كلام العرب سِلِّجان يقال ألقاه في سلجانه أي حَلْقه.

[باب العين والتاء مع الباء]

ع ت ب

عتب ، تبع ، تعب ، بتع : مستعملة.

عتب : قال الله عزوجل : (وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) [فُصْلَت : ٢٤].

وقال أبو مُعَاذ النحويّ : قرىء : (وإن يُسْتَعْتَبوا).

قال : ومعناه : إنْ أقالهم الله وردّهم إلى الدنيا لم يُعتِبوا ، يقول : لم يعملوا بطاعة الله ؛ لِمَا سبق لهم في علم الله من الشقاء ، وهو قول الله جل وعزّ : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) [الأنعَام : ٢٨].

قال : ومَن قرأ : (وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) فمعناه : إن يستقيلوا ربهم لم يُقِلْهُم ؛ تقول استعتبت فلانا فما أعتبني ؛ كقولك : استقلته فما أقالني. قلت : وهذا الذي قاله أبو معاذ في القراءتين حسن إن شاء الله.

وقال ابن شُمَيل وابن المظفّر : العَتْب : المَوْجِدة ؛ تقول : عَتَب فلان على فلان عَتْباً ومَعْتِبة إذا وَجَد عليه. وقد أعتبني فلان أي ترك ما كنت أجِد عليه من أجله ، ورجع إلى ما أرضاني عنه بعد إسخاطه إيّاي عليه.

وقال أبو عُبيد : رُوي عن أبي الدرداء أنه قال : معاتبة الأخ خير من فَقْده.

قال فإن استُعتِب الأخ فلم يُعْتِب فإن مثلهم فيه قولهم : لك العُتْبى بأن لا رضِيت ، وهذا فعل محوّل عن موضعه ؛ لأن أصل العُتْبى رجوع المستعتَب إلى محبّة صاحبه ، وهذا على ضدّه. يقول : أُعتِبك بخلاف رضاك.

وأنشد لبِشْر :

غَضِبت تميم أن تَقَتّل عامر

يوم النِسَار فأُعْتِبوا بالصَيْلم

أُعتِبوا أي أُرضوا بالاصطلام.

وقال آخر :

فدع العتاب فربّ شرْ

رٍ هاج أولَه العتابُ

والعُتْبى : اسم على فُعْلى يوضع موضع لإعتاب ، وهو الرجوع عن الإساءة إلى ما يُرْضي العاتب.

وقال الليث : استعتَب فلان إذا طلب أن يُعْتَب أي يُرضَى.

قال : واستَعتَب أيضاً بمعنى أعتب.

وأنشد :

فألفيته غير مستعتِب

ولا ذاكرِ الله إلا قليلا

قال الأزهري : قوله : غير مستعتِب أي غير مستقيل أي طالب أن يقال وقوله : ولا ذاكر الله إلا قليلاً أي ولا ذاكرٍ الله ، فحذف التنوين.

قال : والتعتب والمعاتبة والعِتاب كل ذلك مخاطبة المدلّين أخلّاءهم طالبين حُسْن مراجعتهم ومذاكرة بعضهم بعضاً ما كرهوه ممّا كَسَبهم الموجِدةَ.