تهذيب اللغة [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تهذيب اللغة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

قال أبو عُبيد : البِتْع : نَبِيذُ العَسَل ، وهو خَمْر أهل اليمن.

وقال الليث : البِتَع : الشديد المفاصِل والمَوَاصِل من الجسد.

قلت : وغيره يجعل البَتَع طول العُنُق ، يقال : عُنُق بَتِع وبَتِعه.

وقال الراجز :

كل علاة بِتع دليلها

وقال الآخر :

يرقى الدَسِيعُ إلى هادٍ له بَتِعٍ

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : البَتِع : الطويل العُنق ، والتلِع : الطويل الظهر.

قال ابن شميل : من الأعناق البَتَع وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد. قال : ومنها المرهَف وهو الدقيق ، ولا يكون إلّا لعتيق.

ويقال : البَتَع في العُنق : شدّته ، والتَلَع : طوله. ويقال : بَتِع فلان عليّ بأمر لم يؤامرني فيه إذا قطعه دونك.

وقال أبو وَجْزَة السَعْديّ :

بان الخليط وكان البينُ بائجةً

ولم نخفْهم على الأمر الذي بَتِعوا

بتعوا أي قطعوا دوننا. ويقال : عُنُق أبتع وبَتِع.

وروى أبو تراب عن أبي مِحْجَن قال : الانبتاع والانبتال : الانقطاع.

وقال أبو زيد : جاء القوم أجمعون أبصعون أبتعون بالتاء ، وهذا من باب التأكيد.

باب العين والتاء مع الميم

[ع ت م]

عتم ، عمت ، متع : مستعملة.

عتم : أخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي : قال عَتَم الليل وأعتم إذا مَرَّ منه قِطعة. وقال : إذا ذهب النهار وجاء الليل فقد جَنَح الليلُ.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا يغلبنَّكُمُ الأعراب على اسم صلاتكم العِشاء ، فإن اسمها في كتاب الله العشاء ، وإنما يُعْتَم بِحِلاب الإبل». قوله : «إنما يُعْتَم بحلاب الإبل» معناه : لا تسمّوها صلاة العَتَمة ؛ فإن الأعراب الذين يَحْلبون إبلهم إذا أعتموا ـ أي دخلوا في وقت العَتَمة ، ـ سَمَّوها صلاة العتمة ، وسمَّاها الله في كتابه صلاة العِشاء ، فسَمُّوها كما سمّاها الله ، لا كما سمّاها الأعراب. وعَتَمة الليل : ظَلَام أوّله عند سقوط نُور الشَفَق. يقال : عَتَم الليل يَعْتِم. وقد أعتم الناسُ إذا دخلوا في وقت العَتَمة. وأهل البادية يريحُون نَعَمَهم بُعَيد المغرب ، ويُنيخونها في مُرَاحها ساعة يستفيقونها ، فإذا أفاقت ـ وذلك بعد مَر قِطعة من الليل ـ أثاروها وحلبوها. وتلك الساعة تُسمى عَتَمة. وسمعتهم يقولون : استعتِموا نَعَمكم حتى تُفيق ثم احتلِبوها. ويقال : قعد فلان عندنا قدرَ عَتَمة الحلائب أي احتبس قدر احتباسها للإفاقة. وأصل العَتْم في كلام العرب المُكث والاحتباس ؛ يقال : ضرب فلان فلاناً فما عَتَّم ولا عَتَّب ولا كَذَّب أي لم يتمكّث ولم يتباطأ في ضربه إيّاه. وقِرًى