فصنع به مثل ذلك.
إلى آخر الرواية وهي طويلة ، أخرجها المحبّ الطبري في الرياض النضرة (١) (٢ / ٩٤) وقد حذف إسنادها تحفّظاً عليها ، وفي متنها شواهد تدلّ على وضعها ، وأنّها مكذوبة مختلقة ، وهي تغنينا عن عرفان رجال السند.
وأخرج الحاكم في المستدرك (٢) (٣ / ٩٨) من طريق حبيب بن أبي مليكة ، قال : جاء رجل إلى ابن عمر فقال : أشهِد عثمان بيعة الرضوان؟ قال : لا. قال : فشهد بدراً؟ قال : لا. قال : فكان ممّن استزلّه الشيطان. قال : نعم. فقام الرجل ، فقال له بعض القوم : إنّ هذا يزعم الآن أنّك وقعت في عثمان. قال : كذلك يقول؟ قال : ردّوا عليّ الرجل ، فقال : عقلتَ ما قلتُ لك؟ قال : نعم سألتك هل شهد عثمان بيعة الرضوان؟ قلت : لا ، وسألتك هل شهد بدراً؟ فقلت : لا ، وسألتك هل كان ممّن استزلّه الشيطان؟ فقلت : نعم. فقال : أمّا بيعة الرضوان فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قام فقال : إنّ عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله. فضرب له بسهم ولم يضرب لأحد غاب غيره ، وأمّا الذين تولوا يوم التقى الجمعان إنَّما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إنَّ الله غفور حليم.
ألا تعجب من هذه الأعذار المفتعلة الباردة وقد خفيت على الصحابة الحضور يوم بدر البالغ جمعهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً (٣) ، وعلى الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا ألفاً وأربعمائة أو أكثر (٤) ، لم يك يعلم بها إلاّ رجلان أحدهما ابن عمر الذي كان
__________________
(١) الرياض النضرة : ٣ / ١٩.
(٢) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٠٤ ح ٤٥٣٨.
(٣) صحيح البخاري : ٦ / ٧٤ [٤ / ١٤٥٧ ح ٣٧٤٠] في المغازي ، تاريخ الطبري : ٢ / ٢٧٢ [٢ / ٤٣١ حوادث سنة ٢ ه] ، سيرة ابن هشام : ٢ / ٣٥٤ [٢ / ٣٦٤]. (المؤلف)
(٤) صحيح البخاري : ٧ / ٢٢٣ [٤ / ١٨٣١ ح ٤٥٦٠] في تفسير سورة الفتح ، تفسير القرطبي : ١٦ / ٢٧٦ [١٦ / ١٨٢]. (المؤلف)