الذين اطّرد بينهم السباب المقذع ، والوقيعة الفاضحة ، والعداء المحتدم ، حتى إنّه كان قد يؤول الأمر من جرّاء ذلك إلى المقاتلة ، فهل هؤلاء كلّهم يُكَبّون في النار على مناخرهم؟ أنا لا أدري.
٩ ـ قال المحبّ الطبري في الرياض النضرة (١) (١ / ٢٤) : عن أبي (٢) يخامر السكسكي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : اللهمّ صلّ على أبي بكر فإنّه يحبّك ويحبّ رسولك ، اللهم صلّ على عمر فإنّه يحبّك ويحبّ رسولك ، اللهم صلّ على عثمان فإنّه يحبّك ويحبّ رسولك ، اللهم صلّ على أبي عبيدة بن الجرّاح فإنّه يحبّك ويحبّ رسولك ، اللهمّ صلّ على عمرو بن العاص فإنّه يحبّك ويحبّ رسولك. أخرجه الخلعي.
قال الأميني : ليت المحبّ الطبري أوقفنا على إسناد هذا الحديث المبتور حتى نعرف عدد من فيه من الوضّاعين ، وليته بعد أن موّه الأمر في ذلك عرّفنا أبا يخامر السكسكي : من هو؟ أمِن الصحابة؟ أم من التابعين؟ أم ممّن بعدهم من طبقات الرجال؟ وهل سمع هو من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو أنّه موّه ودلّس؟ أو أنّه بشر لم يُخلق بعد؟
وإن تعجب فعجب أنّه حذف بين الأسماء من يُقطع بأنّه يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله كمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، الذي استفاض النقل الصحيح بذلك عن النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم راجع (٣ / ٢١ ـ ٢٣) وتقدّم في الجزء السابع (١٩٩ الطبعة الأولى) وفي صفحات هذا الجزء أحاديث جمّة تدلّ على أنّه أحبّ الناس إلى الله وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن المعلوم إذن أنّ هذه المرتبة من الحبّ متبادلة بينه ـ سلام الله عليه ـ وبينهما ، ويدلّ على هذا التبادل بنحو الإطلاق قوله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
__________________
(١) الرياض النضرة : ١ / ٣٧.
(٢) في الأصل : ابن ، وصحّحناه وفقاً للمصدر.