اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (١).
وكان في الصحابة أناس آخرون يتهالكون في المحبّة لله ولرسوله لا يفوقهم من ذكر ، وإن كنّا نعتقد أنّهم دون أُولئك المنسيّين بمنازل كثيرة ، كسلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمّار ، والعبّاس عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى كثيرين من نظرائهم. لكنّ نوبة الحبّ وصلت إلى الأبتر ابن الشانئ الأبتر ، إلى ابن النابغة ، إلى ابن الأمة السوداء المجنونة الحمقاء التي كانت تبول من قيام ، ويعلوها اللئام ، ركبها في يوم واحد أربعون رجلاً ، إلى ابن العاصي ، إلى ابن الجزّار ، إلى ابن دعيّ ستّة ، إلى المدافع عن نفسه في معترك القتال باسته ، إلى من رأى فحل زوجته على فراشه فلم يغر ولم ينكر ، إلى الوغد اللئيم ، إلى النكد الذميم ، إلى الوضيع الزنيم (٢) ، إلى مناوئ الحقّ ونصير الباطل ، إلى إلى ...
نعم ؛ وصلت نوبة الحبّ إليه ولم تصل إلى من ذكرناهم من رجال الدين ، وأفذاذ الإسلام ، وأعاظم الأُمّة ، وصلحاء الصحابة.
إن دام هذا ولم يحدثْ به غِيَرٌ |
|
لم يُبْكَ ميْتٌ ولم يُفرَحْ بمولودِ |
نعم ، راق ذلك السكسكي أو من قبله من الوضّاعين ولم يرقهم غيره. وكم في صفحات تاريخ عمرو بن العاصي وقرنائه الأربعة شواهد دالّة على ما عزاهم إليه مختلق الرواية من حبّ الله وحبّ رسوله! نَكِلُ الوقوف عليها إلى سعة باع الباحث.
١٠ ـ أخرج ابن عدي (٣) ، عن أحمد بن محمد الضبيعي ، عن الحسين بن يوسف ، عن أبي هاشم أصرم بن حوشب ، عن قرّة بن خالد البصري ، عن الضحاك ، عن ابن عبّاس مرفوعاً : أنا الأوّل وأبو بكر الثاني ، وعمر الثالث ، والناس بعدنا على
__________________
(١) آل عمران : ٣١.
(٢) تجد تفصيل هذه الجُمل إلى أمثالها الكثيرة المعربة عن حقيقة ابن العاصي في الجزء الثاني : ١٢٠ ـ ١٧٠. (المؤلف)
(٣) الكامل في ضعفاء الرجال : ١ / ٤٠٤ رقم ٢١٩.