على قتل أبي بكر وعمر (١) فالرجل ناصبيّ لا يُصغى إلى قيله ، وأحسب أنّه آفة الرواية ، وهي كما ترى يطفح النصب من جوانبها.
٤ ـ حميد بن عبد الله أو حميد بن عبد الرحمن ، مجهول لا يعرف.
٥ ـ ابن عبد ربّه ، إن كان هو محمد المروزي فهو ضعيف كما في لسان الميزان (٢) (٥ / ٢٤٤) ، وإن كان غيره فهو مجهول ، ونفس البخاري الذي ذكره لا يعرف منه إلاّ أنّه ابن عبد ربّه ، ولا يسمّيه ولا يذكر له غير روايته هذه.
٦ ـ عاصم بن حميد الحمصي الشامي ، قال البزار : لم يكن له من الحديث ما نعتبر به حديثه ، وقال ابن القطّان : لا نعرف أنّه ثقة (٣).
٧ ـ أبو ذر الغفاري ، أنا لا أدري أنّ أبا ذر هذا هل هو الذي يقول فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر» أو الذي يقول فيه عثمان : إنّه شيخ كذّاب ، ورآه أهلاً لأن يهلك في المنفى؟ ولست أدري من الحكم هاهنا ، هل الذي يخضع لقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ أو الذي يبرّر موقف عثمان ويبرّئه عن كلّ شية؟ وعلى كلّ ففي من قبله من رواة السوء كفاية في تفنيد الحديث.
ولعلّ الباحث بعد قراءة ما سردناه من حديث أبي ذر ومواقفه ونقمته على عثمان ، وما جرى بينهما لا يذعن قطّ لهذه الأفيكة ، ولا يصدّق أن يكون أبو ذر الصادق المصدّق هو صاحب هذه الرواية المختلقة.
وهذا الإسناد الملفّق من رجال حمص (٤) يذكّرني قول ياقوت الحموي في
__________________
(١) تهذيب التهذيب : ٥ / ٢٢٨ [٥ / ٢٠٠]. (المؤلف)
(٢) لسان الميزان : ٥ / ٢٧٥ رقم ٧٦٣١.
(٣) تهذيب التهذيب : ٥ / ٤٠ [٥ / ٣٦]. (المؤلف)
(٤) بالكسر ثم السكون والصاد المهملة بلد كبير بين الشام وحلب في نصف الطريق ، يذكّر ويؤنّث [معجم البلدان : ٢ / ٣٠٢]. (المؤلف)