وفيه محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي التميمي ، قال يعقوب بن شيبة : كثير المناكير ، وقال البخاري (١) : في حديثه نظر ، وقال النسائي : ليس بثقة. وقال الجوزجاني : رديء المذهب غير ثقة. وقال فضلك الرازي : عندي عن ابن حميد خمسون ألفاً لا أحدّث عنه بحرف.
وقال صالح الأسدي : كان كلّما بلغه عن سفيان يحيله على مهران ، وما بلغه عن منصور يحيله على عمرو بن أبي قيس ، ثم قال : كلّ شيء كان يحدّثنا ابن حميد كنّا نتّهمه فيه. وقال في موضع أخر : كانت أحاديثه تزيد ، وما رأيت أحداً أجرأ على الله منه ، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلّب بعضه (٢) على بعض. وقال أيضاً : ما رأيت أحداً أحذق بالكذب من رجلين : سليمان الشاذكوني ، ومحمد بن حميد كان يحفظ حديثه كلّه.
وقال محمد بن عيسى الدامغاني : لمّا مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إليّ جميع ما سمع ، فأخرج إليّ جزازات فأحصيت جميع ما فيه : ثلاثمائة ونيفاً وستّين حديثاً. قال جعفر : وأخرج ابن حميد ، عن هارون بعد ، بضعة عشر ألف حديث. وقال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة : سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومى بإصبعه إلى فمه ، فقلت له : كان يكذب؟ فقال برأسه : نعم. فقلت له : كان قد شاخ لعلّه ، كان يعمل عليه ويدلّس عليه : فقال : لا يا بنيّ كان يتعمّد.
وقال أبو نعيم بن عدي : سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ أهل الريّ وحفّاظهم ، فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنّه ضعيف في الحديث جدّا ، وأنّه يحدّث بما لم يسمعه ، وأنّه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدّث بها عن الرازيّين. وقال أبو العباس بن سعيد : سمعت داود بن يحيى يقول :
__________________
(١) التاريخ الكبير : ١ / ٦٩ رقم ١٦٧.
(٢) كذا في المصدر.