محمد؟ لقلت : سمعت عبدك وخليلك يقول : لَخالد سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين (١).
ولما ذا قوله : لو أدركت أبا عبيدة لاستخلفته وما شاورت ، فإن سئلت عنه قلت : استخلفت أمين الله وأمين رسوله (٢)؟
ومرّ في الجزء الخامس (ص ٣١١ الطبعة الأولى ، ص ٣٦٢ الطبعة الثانية) أنّ عائشة قالت لعبد الله بن عمر : يا بنيّ أبلغ عمر سلامي وقل له : لا تدع أُمّة محمد بلا راعٍ ، استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملاً ، فإنّي أخشى عليهم الفتنة ، فأتى عبد الله فأعلمه فقال : ومن تأمرني أن أستخلف؟ لو أدركت أبا عبيدة بن الجرّاح باقياً لاستخلفته وولّيته ؛ فإذا قدمت على ربّي فسألني وقال لي : من ولّيت على أمّة محمد؟ قلت : أي ربّ سمعت عبدك ونبيّك يقول : لكلّ أُمّة أمين وأمين هذه الأُمّة أبو عبيدة ابن الجرّاح. ولو أدركت معاذ بن جبل استخلفته ، فإذا قدمت على ربّي فسألني : من ولّيت على أُمّة محمد؟ قلت : أي ربّ سمعت عبدك ونبيّك يقول : إنّ معاذ بن جبل يأتي بين يدي العلماء يوم القيامة ، ولو أدركت خالد بن الوليد لولّيته ، فإذا قدمت على ربّي فسألني : من ولّيت على أُمّة محمد؟ قلت : أي ربّ سمعت عبدك ونبيّك يقول : خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سلّه على المشركين (٣).
ولما ذا ساوى عمر بين أصحاب الشورى ، ولمّا قيل له : استخلف. قال : ما أجد أحداً أحقّ بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو عنهم راضٍ ، فسمّى عليّا وعثمان والزبير وطلحة وسعداً وعبد الرحمن؟
صحيح البخاري (٤) (٥ / ٢٦٧).
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر : ٥ / ١٠٢ [١٦ / ٢٤١ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٨ / ١٥]. (المؤلف)
(٢) تاريخ ابن عساكر : ٧ / ١٦٠ [٢٥ / ٤٦١ رقم ٣٠٥١]. (المؤلف)
(٣) الإمامة والسياسة : ١ / ٢٨.
(٤) صحيح البخاري : ٣ / ١٣٥٥ ح ٣٤٩٧.