ألفُ «الله اكبر» لا يساوي |
|
بين كفّي يزيدٍ نهلةَ راحِ |
عنست في الدنان بكراً فلم |
|
تدنس بلثمٍ ولا بماءِ قراحِ |
والأُمّة مجمعة على شرطيّة العدالة في الإمامة؟ قال القرطبي في تفسيره (١) (١ / ٢٣١) : الحادي عشر ـ من شروط الإمامة ـ أن يكون عدلاً لأنّه لا خلاف بين الأُمّة أنّه لا يجوز أن تعقد الإمامة لفاسق ، ويجب أن يكون من أفضلهم في العلم لقوله عليهالسلام : «أئمّتكم شفعاؤكم فانظروا بمن تستشفعون». وفي التنزيل في وصف طالوت (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) (٢) فبدأ بالعلم ثم ذكر ما يدل على القوّة.
وقال في (صفحة ٢٣٢) : الإمام إذا نصب ثم فسق بعد انبرام العقد ، فقال الجمهور : إنّه تنفسخ إمامته ويخلع بالفسق الظاهر المعلوم ، لأنّه قد ثبت أنّ الإمام إنّما يقام لإقامة الحدود ، واستيفاء الحقوق ، وحفظ أموال الأيتام والمجانين ، والنظر في أُمورهم إلى غير ذلك ممّا تقدّم ذكره ، وما فيه من الفسق يقعده عن القيام بهذه الأُمور والنهوض فيها ، فلو جوّزنا أن يكون فاسقاً أدّى إلى إبطال ما أُقيم لأجله ، ألا ترى في الابتداء إنّما لم يجز أن يعقد للفاسق لأجل أنّه يؤدّي إلى إبطال ما أُقيم له وكذلك هذا مثله. انتهى.
أجل : المائة ألف المقبوضة من معاوية لتلك البيعة الغاشمة (٣) جعلت الفرقة لابن عمر إجماعاً ، والاختلاف إصفاقاً ، كما فعلت مثله عند غير ابن عمر من سماسرة النهمة والشره ، فركضوا إلى البيعة ضابحين يقدمهم عبد الله ، فبايعه بعد أبيه ، وكتب إليه ببيعته ، ونصب عينه الناهض الكريم ، والفادي الأقدس ، الحسين السبط ـ سلام
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن : ١ / ١٨٧.
(٢) البقرة : ٢٤٧.
(٣) راجع أنساب الأشراف للبلاذري : ٤ / ٣١. (المؤلف)