له أضراب ونظراء سبقوه أو لحقوه في الرأي الشائن ، والاجتهاد المائن ، ممّن صحّح القوم بدعهم المحدثة ، وآراءهم الشاذّة عن الكتاب والسنّة بالاجتهاد وتترّسوا في طامّاتهم بأنّهم مجتهدون (١).
ولعلّك تعرف مكانة هذا المجتهد ـ خليفة الحقّ وإمام الصدق ـ ، من لعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إيّاه وأباه وأخاه ، ومن قنوت أمير المؤمنين في صلاته بلعنه ، ومن دعاء أُمّ المؤمنين عائشة عليه دبر صلاتها.
ومن إيعاز الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وولده السبط الزكيّ أبي محمد ـ سلام الله عليه ـ والعبد الصالح محمد بن أبي بكر ، إلى لعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المخزي ، ومن لعن ابن عبّاس وعمّار إيّاه.
ومن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد سمع غناءً وأُخبر بأنّه لمعاوية وعمرو بن العاصي : «اللهمّ أركسهم في الفتنة ركساً ، اللهمّ دعّهم إلى النار دعّا».
ومن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد رآه مع ابن العاص جالسين : «إذا رأيتم معاوية وعمرو ابن العاص مجتمعين ففرّقوا بينهما ، فإنّهما لا يجتمعان على خير».
ومن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» المعُاضَد بالصحيح الثابت من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما». وفي صحيح : «فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا الآخر».
ومن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يطلع عليكم من هذا الفجّ رجل يموت وهو على غير سنّتي» فطلع معاوية (٢).
ومن قول أمير المؤمنين له : «طالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان
__________________
(١) يوجد جمع من أولئك المجتهدين في غضون أجزاء كتابنا هذا. (المؤلف)
(٢) كتاب صفّين لنصر بن مزاحم : ص ٢٤٧ [ص ٢٢٠]. (المؤلف)