ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم سمَّياه صدّيقاً ، وأنّه ليس له في هذا الاسم مساوىء؟
قال : نعم.
قال للجماعة : اشهدوا عليه ، متى وجدنا في أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من اسمه صدّيق سقطت حجّته عنّا.
قالوا : نعم.
قال : هل تعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ما أقلَّت الغبراء ولا أظلَّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (١)؟
قال القوم : واحدة ، خصمت يا حروريّ.
قال الحروري : أنا لا أعرف هذه الرواية ، فظلمه القوم.
قال : يا حروريُّ! فهل تعرف القرآن؟
قال : نعم.
قال : فيلزمك ما فيه من الحجّة؟
قال : نعم.
قال : فقد شارك صاحبك في هذا الاسم المؤمنون جميعاً ، قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ ) (٢).
قالت الجماعة : خصمت يا حروري.
قال : وأمَّا ما ذكرت من أنّه صاحبه في الغار فما رأيت الصاحب محموداً
__________________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٥ / ١٩٧ ، سنن الترمذي : ٥ / ٣٣٤ ح ٣٨٩٠ ، صحيح ابن حبان : ١٦ / ٧٦ ، المصنّف ، ابن أبي شيبة : ٧ / ٥٢٦ ح ٣ ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد : ٤ / ٢٢٨ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٢١ / ٤١٣ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٨ / ٢٥٩.
٢ ـ سورة الحديد ، الآية : ١٩.