فقال : نعم خبر صحيح.
فقال الشيخ : ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟
فقال : هو بمعنى أولى.
فقال الشيخ : فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنّة؟
فقال الشيخ : أيُّها الأخ! هذه رواية ، وخلافة أبي بكر دراية ، والعادل لا يعادل الرواية بالدراية.
فقال الشيخ : ما تقول في قول النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليٍّ عليهالسلام : حربك حربي ، وسلمك سلمي؟ (١)
قال القاضي : الحديث صحيح.
فقال : ما تقول في أصحاب الجمل؟
فقال القاضي : أيُّها الأخ! إنهم تابوا.
فقال الشيخ : أيُّها القاضي! الحرب دراية ، والتوبة رواية ، وأنت قرَّرت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية.
فبهت الشيخ القاضي ، ولم يحر جواباً ، ووضع رأسه ساعة ، ثمَّ رفع رأسه وقال : من أنت؟
فقال : خادمك محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي.
فقام القاضي من مقامه ، وأخذ بيد الشيخ وأجلسه في مسنده ، وقال : أنت
__________________
أبي شيبة الكوفي : ٧ / ٤٩٥ ح ٩ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٥ / ٤٥ ، صحيح ابن حبان : ١٥ / ٣٧٦ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ٤ / ١٧ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٧ / ١٧.
١ ـ المناقب ، الخوارزمي : ١٢٩ ح ١٤٣ ، مناقب أميرالمؤمنين عليهالسلام ، الكوفي : ١ / ٢٥٠ ح ١٦٧ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢ / ٢٩٧ ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ١ / ٢٠٠.