الخطاب؟
إن قالوا : إنكم تعلمون ذلك باضطرار.
قلنا لهم : وذلك هو ما تحكونه أنتم عنه ، أو ما نحكيه نحن مما يوافق حكايتنا عن ذرّيّته عليهمالسلام؟
فإن قالوا : هو ما نحكيه دونكم.
قلنا لهم : ونحن ـ على أصلكم ـ في إنكار ذلك مكابرون.
وإن قالوا : نعم.
قلنا لهم : بل العلم حاصل لكم بما نحكيه عنه خاصّة ، وأنتم في إنكار ذلك مكابرون ، وهذا ما لا فصل فيه.
وهو أيضاً يسقط اعتلالهم في عدم العلم الضروريّ بمذاهب الذرّيّة لما ذكروه من تقسيم الفقهاء لها ; لأن أميرالمؤمنين عليهالسلام قد سبق الفقهاء الذين أشاروا إليهم ، وكان مذهب علي عليهالسلام متفرِّداً.
فإن اعتلّوا بأنه كان منقسماً في قول الصحابة فهم أنفسهم ينكرون ذلك ; لروايتهم عنه الخلاف ، مع أنه يجب أن لا يعرف مذهب عمر وابن مسعود ، لأنهما كانا منقسمين في مذاهب الصحابة ، وهذا فاسد من القول بيِّن الاضمحلال.
قال الشيخ أدام الله عزَّه : وهذا كلام صحيح ، ويؤيِّده علمنا بمذاهب المختارين من المعتزلة والزيدية والخوارج ، مع انبثاثها في أقوال الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار.
وقال الشيخ أدام الله حراسته : وقد ذكرت الجواب عمَّا تقدم من السؤال في هذا الباب ، في كتابي المعروف بتقرير الأحكام ، ووجوده هناك يغني عن تكراره هاهنا ، إذ هو في موضعه مستقصى عن البيان (١).
__________________
١ ـ الفصول المختارة ، المفيد : ٢٠١ ـ ٢٠٤ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ١٠ / ٤٤٦ ـ ٤٤٨ ح ١٦.