تتجاوز حدَّ الإحصاء.
قال ابن عالية : فجعل الشيخ الفخر يسائل ذلك الشخص : ما فعلت؟ ما رأيت؟ هل وصل مالك إليك؟ هل بقي لك منه بقيّة عند غريمك؟ وذلك يجاوبه ، حتى قال له : يا سيِّدي! لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير ، وما يجري عند قبر علي بن أبي طالب عليهالسلام من الفضائح والأقوال الشنيعة ، وسبِّ الصحابة جهاراً بأصوات مرتفعة من غير مراقبة ولا خيفة!
فقال إسماعيل : أيُّ ذنب لهم؟ والله ما جرَّأهم على ذلك ، ولا فتح لهم هذا الباب إلاَّ صاحب ذلك القبر!
فقال ذلك الشخص : ومن صاحب القبر؟
قال : عليُّ بن أبي طالب!
قال : يا سيِّدي! هو الذي سنَّ لهم ذلك ، وعلَّمهم إيّاه ، وطرقهم إليه؟!
قال : نعم والله.
قال : يا سيدي! فإن كان محقّاً فمالنا أن نتولّى فلاناً وفلاناً؟! وإن كان مبطلا فمالنا نتولاّه؟! ينبغي أن نبرأ إمَّا منه أو منهما.
قال ابن عالية : فقام إسماعيل مسرعاً ، فلبس نعليه ، وقال : لعن الله إسماعيل الفاعل إن كان يعرف جواب هذه المسألة ، ودخل دار حرمه ، وقمنا نحن وانصرفنا (١).
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٩ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.