العلامة بذلك.
وحينما التقوا بالشيخ الشامي سألوه عن الحديث المرويّ المشهور : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّهم في النار إلاَّ واحدة (١) ، وأنه هل ثبت صحّة هذا الحديث عنده أم لا؟
فقال : نعم.
__________________
١ ـ روى الخزاز القمّي عليه الرحمة في كفاية الأثر : ١٥٥ ، عن يحيى البكا ، عن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، منها فرقة ناجية ، والباقون هالكة ، والناجية الذين يتمسَّكون بولايتكم ، ويقتبسون من علمكم ، ولا يعملون برأيهم ، فأولئك ما علهيم من سبيل ، فسألت عن الأئمة ، فقال : عدد نقباء بني إسرائيل.
وجاء في مسند أحمد بن حنبل : ٣ / ١٢٠ ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة ، وأنتم تفترقون على مثلها ، كلّها في النار إلاَّ فرقة. وجاء في ص ١٤٥ عن أنس أيضاً مثله ، وفيه : فتهلك إحدى وسبعين ، وتخلص فرقة ..
وفي سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٢٢ ح ٣٩٩٢ : عن عوف بن مالك ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي نفس محمّد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنّة ، وثنتان وسبعون في النار.
وراجع أيضاً : المستدرك ، الحاكم : ١ / ١٢٩ ، المصنّف ، عبدالرزاق : ١٠ / ١٥٦ ح ١٨٦٧٤ و ١٨٦٥٧ ، المعجم الصغير ، الطبراني : ١ / ٢٥٦.
وروى البيهقي في السنن : ١٠ / ٢٠٨ ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .. وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. قال : قال أبو سلميان الخطابي : قوله : وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فيه دلالة على أن هذه الفرق كلّها غير خارجين من الدين ; إذ أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جعلهم كلّهم من أمته.
أقول : هذا الكلام غير صحيح وذلك لأنّه : أولا تنافيه الروايتان السابقتان المرويَّتان عن أنس وعوف بن مالك ; إذ هما صريحتان في كون سائر الفرق هالكة وأنها في النار إلاَّ واحدة ، ومعه كيف يصحّ عدّ سائر الفرق غير خارجة من الدين؟ وأيُّ خروج أعظم ممَّا يؤول إلى الهلاك وإلى النار؟
وثانياً : كون الشخص من أمّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يعطيه أماناً من عدم الخروج من الدين ومن الهلاك ومن النار ; إلا إذا كان من أهل الفرقة الناجية ـ بشرطها وشروطها ـ فكون الشخص من الأمة يعني أنه من أهل الإسلام له ما للمسلمين وعليه ما عليهم وأنه محقون الدم والمال والعرض .. الخ.