قال الآلوسي : لأنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نصبه للصلاة في أيام مرضه.
وهنا أخذ الشيخ يذكِّر الآلوسي بأن بعض الصحابة زعم أن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه كان يهجر ( وذلك لما قال لهم صلىاللهعليهوآلهوسلم : آتوني بدواة وكتف ... ) (١).
سكت الآلوسي وبهت وتحير ، وبان على وجهه الانكسار والعيُّ ، وفهمه الحاضرون ، وانكسر أهل السنّة الموجودون في المجلس ، وسرَّ وفرح الشيعة ، فأراد الآلوسي أن يجبر الانكسار بشيء ينسيه فقال : هلمّوا بالطعام ، فجاءوا بالطعام إليَّ وإليه ، فأراد الآلوسي جبران ما فات بالمزاح ، وأخذ يأكل من الطعام.
فقال الألوسي : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أكل وحده فشريكه شيطان.
فقال الشيخ : صدق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فانكسر الآلوسي أيضاً ، وضحك الحاضرون.
وكان على رأس الأرز المطبوخ الموضوع أمام كل من الحاضرين دجاجة ، فأكل الآلوسي وأخذ من الأرز فانهارت الدجاجة إليه ، فقال : عرف الحقُّ أهله فتقدَّم ، فقال الشيخ : لا ، بل حفر الشيخ تحته فتهدَّم.
قال الأحمدي الميانجي رحمهالله : نقل السيِّد الروحاني هذا في منزلي في محلة خاك فرج ليلة الجمعة في شهر ربيع الأول من ١٤٠٦ هـ ق (٢).
__________________
١ ـ والمعنى الذي يريد أن يوصله الشيخ للآلوسي ولأمثاله من السنة : أنهم ماداموا يسلِّمون بصدور هذه المقالة بمحضر النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه وقد زعموا : أنّه يهجر وفي رواية قالوا : غلب عليه الوجع كما في صحيح البخاري وغيره ، ولم نر أحداً منهم ردَّ هذه المزاعم الكاذبة أو أنكر على قائلها ، فكيف يأخذون ويحتجّون ـ والحال هذه ـ ويدّعون أنه في مرضه صلىاللهعليهوآلهوسلم قدم أبا بكر للصلاة؟! فإن كان كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حجّة في حال المرض فقوله : آتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً حجّة أيضاً ، فلماذا غضّوا الطرف عن هذه الوصيَّة ، وأخذوا بما يروونه من أنّه في المرض قدَّم أبا بكر للصلاة؟ مع أن هذه الرواية غير ثابتة أيضاً وغير صحيحة. راجع : الجزء الثالث : ٢٦٠.
٢ ـ مواقف الشيعة ، الأحمدي الميانجي : ٣ / ٤٧٩ ـ ٤٨١.