تضلّوا من بعدي .. (١) ، فبنصِّ هذا الحديث لابدَّ من التمسُّك بالعترة عليهمالسلام ، كتمسُّكنا بالقرآن الكريم ، فتمسَّكنا بهم عليهمالسلام ، وأما أنتم فقد رجعتم في أخذ الأحكام إلى أربعة لا دليل لكم على جواز الرجوع إليهم ، مع أنهم لهم فتاوى يخالف فيها بعضهم بعضاً ، وليسوا متفقين في فتاواهم ، فكيف ساغ لكم الرجوع إليهم؟
فقال أحد الشابين : شيخنا! إن علوم هؤلاء الأربعة علوم لدنيَّة من الله العزيز.
فضرب الآخر صدره وقال له : ما هذا الاستدلال؟
وقال لي الشيخ الجالس عن يميني : هذا غير صحيح ، وقد رأيت أن كلامه لا يتعلَّق بشيء ، ورأيت الشابين لا يعبآن بكلامه.
فقلت لهما : أنتم أهل السنة خصومنا في هذا الأمر ، ولنا ـ رغم ذلك ـ في كتبكم أدلّة كثيرة على مدّعانا ، وهو وجوب اتّباع أهل البيت عليهمالسلام ، وليس لكم دليل واحد في كتبكم على إمامة أئمتكم ، وإذا كان هناك دليل فأتني بدليل واحد على إمامة الشافعي.
ولمَّا قلت هذا الكلام قام الشيخ الجالس عن يميني ، وثار عليَّ ، وذهب للشرطي وقال له : إن هذا الإيراني يرفِّض هذين الشابيّن.
فجاء الشرطي ولم يكلِّمني ، وأخذ يكلِّم الشابين وقال لهما : قوما ، فقاما ، وقال لهما : اذهبا فذهبا ، فقلت للشرطي : نحن نتذاكر في القرآن وسنن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلماذا تفعل معهما هذا الفعل؟ إنَّهما لم يصنعا جرماً ، فلم يعبأبي.
__________________
١ ـ تقدَّمت تخريجاته.