أمس إلى القاهرة ، وسيتصل بنا تليفونياً في صباح غد ، ويمكنك أن تترك عندنا نمرة تليفونك في القاهرة ، وعندما يتصل بنا نخبره ليتصل بك من هناك ، فتركت عندها رقم تليفون مطعم المنظر الجميل ، وعدت إلى القاهرة.
وفي اليوم الثاني اتصل بي الأستاذ عبد الفتاح ، وحدَّدت معه وقتاً للمقابلة في المطعم المذكور ، فجاء إلى المطعم ، وجلست معه جلسة امتدَّت إلى ساعات ، سألته خلالها عن انطباعاته عن الإمام علي عليهالسلام والخلافة ، فأجاب : إنّني عرفت أحقّيّة الإمام بالخلافة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من خطبة أبي بكر (١) ، فإن خطبته التي خطبها في المسجد تنطبق على الإمام علي عليهالسلام أكثر مما تنطبق على أيِّ إنسان سواه (٢).
__________________
١ ـ وهي قوله : أيُّها الناس! نحن ـ المهاجرين ـ أول الناس إسلاماً ، وأكرمهم أحساباً ، وأوسطهم داراً ، وأحسنهم وجوهاً ، وأكثرهم ولادة في العرب ، وأمسُّهم رحماً برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... إلخ عيون الأخبار ، ابن قتيبة : ٢ / ٢٣٢.
٢ ـ وهذه الالتفاتة من الأستاذ عبد الفتاح التفاتة جيِّدة وفي محلِّها ، فإذا كان الخليفة يستدل بأولوية المهاجرين بما ذكره من أوصاف فليس هناك أحد أحقّ بالخلافة من أميرالمؤمنين عليهالسلام ; لأن كلَّ هذه الأوصاف موجودة فيه زيادة على الأوصاف الأخرى ، والتي كان يتحلَّى بها عليهالسلام ، وقد كانت الصحابة تتمنَّى ولو بعض فضائله الشريفة ..
والجدير بالذكر هنا ـ أيضاً ـ كلام العلاّمة المحقِّق الشيخ باقر شريف القرشي حفظه الله تعالى ، إذ يقول في هذا المعنى : إن المنطق الذي استند إليه أبو بكر لأ حقّيّة المهاجرين من قريش بالخلافة هو أنهم أمسُّ الناس رحماً برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأقربهم إليه ، وهذا الملاك على أكمل وجوهه ، وأتمِّ رحابه متوفِّر في أهل البيت عليهمالسلام ، فهم ألصق الناس به ، وأمسُّهم به ، وما أروع قول الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام : احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة! وخاطب عليهالسلام أبا بكر بقوله :
فإن كنت بالقربى
حججت خصيمهم |
|
فغيرك أولى
بالنبيِّ وأقرب |
وإن كنت بالشورى
ملكت أمورهم |
|
فكيف بهذا
والمشيرون غيَّب |