القعدة الحرام ، المصادف ١٢ نوفمبر ١٩٧٦ م أقمت للأستاذ ـ يعني الأستاذ عبد الفتاح ـ لمَّا جاء لزيارة إيران حفلة في منزلي بطهران ، دعوت إليها عدداً كبيراً من العلماء والشخصيّات الأدبيّة البارزة ورجال الفكر ، وجرى الحديث حول الوصيَّة ، وهل أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى أم لا؟
فقال الأستاذ : إن هناك وصيَّة من حيث المبدأ ، سواء ظهرت في إيماءاته ، أو سماته التي أعطاها للبعض ، ولذلك استند الخلفاء إلى هذا المبدأ ، حيث استند ـ على حدِّ تعبير الأستاذ ـ الخليفة الأول في أمر الخلافة إلى الاجتماع بالصلاة ، وعلى هذا بايعه الخليفة الثاني.
ويرى الأستاذ أن التعيينات في أمر الخلافة استندت إلى الاستفادة من ذلك ، ومن أبرز هذه الشواهد قول عثمان حينما خيَّروه بين العزل أو القتل ، قال : لن أخلع ثوباً ألبسنيه الله.
وأراد الأستاذ أن يستند في رأيه هذا إلى الاستنتاج العقلي ليتخلَّص من النصوص التي يتعصَّب لها الطرفان.
ومن رأي الأستاذ : أن المغيرة بن شعبة كان المسبِّب الأصلي لقتل الإمام الحسين عليهالسلام ، فبعد أن ذكر مواقفه النفاقيَّة قال : مرَّ المغيرة على باب بيت علي عليهالسلام ، وذلك بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرأى أبا بكر وعمر جالسين على الباب ، فقال لهما : أتنتظران حبل الحبلة (١) ليخرج فتبايعانه؟! قوما واجعلا من أنفسكما خليفة (٢).
__________________
١ ـ جاء في هامش شرح النهج : الحبلة في الأصل : الكرم ، قيل : معناه حمل الكرمة قبل أن تبلغ ، ولعلّه كناية عن صغر سنّ علي عليهالسلام.
٢ ـ قال الجوهري : سمعت أبا زيد عمر بن شبة يحدِّث رجلا بحديث لم أحفظ إسناده ، قال : مرَّ المغيرة