أغضبها أغضبني (١) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو آخذ بيدها ـ أي بيد فاطمة عليهاالسلام ـ : من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي بضعة منّي ، وروحي التي بين جنبيَّ ، فمن آذاها فقد آذاني (٢).
وقد جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً نفسه كما جاء بنصِّ القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (٣) ، وقال النيسابوري : ( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) أي يدع كلٌّ منّا ومنكم أبناءه ، ونساءه ، ويأت هو بنفسه وبمن هو كنفسه إلى المباهلة ، وإنّما يعلم إتيانه بنفسه من قرينة ذكر النفس ، ومن إحضار من هم أعزُّ من النفس ، ويعلم إتيان من هو بمنزلة النفس من قرينة أن الإنسان لا يدعو نفسه ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمّد (٤).
وأخرج الطبراني في الأوسط ، عن ابن عمر قال : آخر ما تكلَّم به النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اخلفوني في أهل بيتي (٥) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليٌّ خير البشر ، ومن أبى
__________________
١ ـ صحيح البخاري : ٤ / ٢١٠ ، فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل : ٧٨ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٥ / ٩٧ ح ٨٣٧١ و ١٤٨ ح ٨٥٢٠ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ٢٢ / ٤٠٤.
٢ ـ راجع : كشف الغمّة ، الإربلي : ٢ / ٩٤ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ٤٣ / ٥٤ ، الغدير ، الأميني : ٣ / ٢٠ ، الفصول المهمّة ، ابن الصباغ المالكي : ١٥٠ ، نور الأبصار ، الشبلنجي : ٤٥.
٣ ـ سورة آل عمران ، الآية : ٦١.
٤ ـ تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ١٤ / ١٦٧ ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ١٢ / ٢٧٥ ح ٧٨٨ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١٢ / ١٠٢ ح ٣٤١٩١.
٥ ـ المعجم الأوسط ، الطبراني : ٤ / ١٥٧ ، الجامع الصغير ، السيوطي : ١ / ٥٠ ح ٣٠٢ ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ٢ / ٤٣٨ ح ٢٠٤.