البيت عليهمالسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً ، ولا أقول إلاَّ :
تلك أرض قدِّست تربتها |
|
واستقرَّ المجد في أبوابها |
كيف لا تصبح أسمى مشهد |
|
وبنو خير النبيين بها |
ثمَّ قلت للأستاذ : هل اجتمعتم بعلماء الشيعة الإماميّة المتمسِّكة بمذهب أهل البيت عليهمالسلام؟ وما هي انطباعاتكم عنها؟
قال سيادته : لا شك أن علماء الشيعة المتمسِّكين بمذهب أهل البيت عليهمالسلام الذين حملوا مشعل شريعة جدِّهم الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم على هدى ونور من الله ، وأأسف جدَّ الأسف إذ لم يكن لي حظُّ التعرُّف بأولئك الأعلام ، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتيح لي زيارتهم في مدائنهم.
وسألت الأستاذ عن رأيه في الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق ، وفي فتواه بجواز التعبُّد بمذهب الشيعة الإماميَّة التي أصدرها عام ١٩٥٩ م؟
أجاب : التعبُّد بمذهب الإماميّة لا يحتاج إلى استئذان من شيخ الأزهر ، أو عالم أزهر ، حسب أن مذهب الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، ( الذي هو ) أعلم الناس باختلاف الفقهاء (١) ، وأكمل أهل زمانه ، وأورعهم ، وأنصحهم لله ، ملأت آثاره دنيا العرب والإسلام (٢) ، مذهب اعتصره صاحبه من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن أحاديث جدِّه الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
١ ـ راجع شهادة أبي حنيفة في حقِّ الإمام الصادق عليهالسلام : تهذيب الكمال ، المزي : ٥ / ٧٩ ـ ٨٠ ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ٦ / ٢٥٨. إذ قال : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد عليهالسلام.
٢ ـ قال الجاحظ : جعفر بن محمّد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه. رسائل الجاحظ ، السندوبي : ١٠٦ ، وراجع أيضاً قول بعضهم مثل هذه الكلمة في حقِّ الإمام عليهالسلام في : شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٥ / ٢٧٤.