اسمه السامري تسبَّب في ضلالة بني إسرائيل إلاَّ القليل القليل ، وهي أمَّة بأسرها ، كل ذلك مع وجود رسول الله موسى عليهالسلام ، وفيهم هارون عليهالسلام ، وغياب موسى عليهالسلام ، فما بالك بأمَّة توفِّي نبيُّها ، وأبعد وليُّها وصيُّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها حتى كادوا يقتلونه لو لا سكوته؟
فأنا أؤمن متيقِّناً أنه لو لا وقوف عمر تلك الوقفة الجريئة على الله ورسوله ، ومنعه الناس أن يدخلوا بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وادّعائه أن محمّداً لم يمت ، وتهديده بالقتل من يقول بذلك.
أقول : لولا الوقفتان لما اختلف الناس ووقعوا في الضلالة.
قال مرافقي : فهمنا موقفه من رزيَّة يوم الخميس (١) ، وأنه لو كتب ذلك الكتاب لما اختلف من الأمَّة اثنان كما قال ابن عباس (٢) ، ولكن لم نفهم موقفه من
__________________
١ ـ والذي سمَّاها رزيّة هو ابن عباس ، وذلك لمَّا منع عمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من كتابة الكتاب ، وقد رواها البخاري ، فقد روى أنَّ عبيد الله قال : وكان ابن عباس يقول : إن الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. صحيح البخاري : ٧ / ٩ و ٨ / ١٦١ ، صحيح مسلم : ٥ / ٧٦ وقد تقدَّم المزيد من تخريجات هذا الحديث في مناظرة السيِّد الرضوي مع الدكتور طه حسين.
٢ ـ روى أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس قال : إنّي كنت عند عبد الله بن عباس في بيته ، وعنده رهط من الشيعة ، قال : فذكروا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وموته ، فبكى ابن عباس ، وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الاثنين ـ وهو اليوم الذي قبض فيه ـ وحوله أهل بيته وثلاثون رجلا من أصحابه : ايتوني بكتف أكتب لكم فيه كتاباً لن تضلُّوا بعدي ، ولن تختلفوا بعدي ، فمنعهم ( فلان ) فقال : إن رسول الله يهجر ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : إني أراكم تخالفوني وأنا حيٌّ ، فكيف بعد موتي؟ فترك الكتف.
قال سليم : ثمَّ أقبل عليَّ ابن عباس فقال : يا سليم! لو لا ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتاباً لا يضلُّ أحد ولا يختلف ، فقال رجل من القوم : ومن ذلك الرجل؟ فقال : ليس إلى ذلك سبيل ، فخلوت بابن عباس بعد ما قام القوم ، فقال : هو عمر ، فقلت : صدقت ، قد سمعت عليّاً عليهالسلام وسلمان وأبا ذر والمقداد