اللاَّعِنُونَ ) (١).
فهل اغتصب بنو أميَّة خلافة علي بن أبي طالب عليهالسلام التي نصَّ عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في غدير خم (٢)؟
هل اغتصب بنو أميَّة حقَّ الزهراء سلام الله عليها في النحلة والخمس والميراث ، حتى ماتت غاضبة تدعو الله عليهم في كل صلاة؟
هل أحرق بنو أميَّة ما جمع من سنَّة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومنعوا الناس من التحدُّث بها (٣)؟
__________________
١ ـ سورة البقرة ، الآية : ١٥٩.
٢ ـ لا شكَّ أن بني أميَّة من الغاصبين لخلافة أميرالمؤمنين عليهالسلام وأولاده الطاهرين عليهمالسلام ، ولكنَّ مقصود الدكتور التيجاني اغتصاب الخلافة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مباشرة ، والإقصاء الذي تمَّ على أيدي القوم لعترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٣ ـ إحراق أبي بكر خمس مائة حديث.
روى الذهبي في تذكرة الحفاظ : ١ / ٥ عن القاسم بن محمّد قال : قالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت خمسمائة حديث ، فبات ليلته يتقلَّب كثيراً ، قالت : فغمَّني ، فقلت : أتتقلَّب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلمَّا أصبح قال : أي بنيَّة! هلمّي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها ، فقلت : لم أحرقتها؟ قال : خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدَّثني فأكون قد نقلت ذاك.
أقول : كان على الخليفة حينما خشي هذا الأمر أن يُرجع الأحاديث إلى أصحابها ، لا أن يحرقها ويتلفها ، ولو كان هذا الخوف أمراً عقلائيّاً لما وصلنا شيء من كتب السنن والحديث ، لأن كل كتاب يحوي جملة من الأحاديث الشريفة يحتمل فيها هذا الاحتمال ، وأنت ترى أنَّ سيرة المسلمين قامت على اقتناء كتب الحديث والسنن ، ويرون إتلافها أمراً قبيحاً مستهجناً ، فلو أن أحداً جمع كتب السنن والحديث وأحرقها بذريعة هذا العذر لما كان مقبولا منه ، وحتى الراوي نفسه الذي سمع آلاف الأحاديث النبويّة وجمعها ثمَّ أحرقها بهذه الحجّة ليس معذوراً.
وجاء أيضاً في تذكرة الحفاظ : ١ / ٢ ـ ٣ قال : عن ابن أبي مليكة أن الصدّيق جمع الناس بعد وفاة