بأن ما تقوله لا يصحُّ؟
قال : هات نسمع منك.
قلت : هل تعرف رضاعة الكبير؟
قال : وما هي رضاعة الكبير؟
قلت : باختصار أنّه يمكن لزوجتك أن ترضعني أنا فأصبح بعد تلك الرضاعة ربيبك ، ويمكن لي أن أستحلَّ منها ما يستحلُّ الولد من والدته.
فضحك عند سماعه هذه الأطروحة ، وقال مستغرباً : كيف؟ أنت ترضع من زوجتي أنا؟ لا يحقُّ لك ذلك.
قلت : هذا من نصف دينك الذي تقول به أمُّ المؤمنين عائشة.
قال : لا ، لا ، ما سمعت بهذا أبداً ، لعلّك تمزح.
قلت : أنا لا أمزح في مثل هذه الأبحاث العلميّة ، وكيف أمزح باتهام أم المؤمنين عائشة؟ ولكن أنا قدمت من باريس ، وليس معي إلاَّ كتاب : ثم اهتديت ، وأنت ـ ما شاء الله ـ عندك هنا مكتبة ضخمة ، وبالتأكيد إن فيها صحيح مسلم ، وموطأ الإمام مالك.
قال : نعم ، عندي هذه الكتب ، وهل فيها هذا الحديث؟
قلت : نعم ، سأترك لك المجال لتقرأ بنفسك على راحة البال ، وتعطيني بعد ذلك رأيك.
قال : دلَّني على الحديث في أيِّ موضع من الكتاب؟
قلت : اقرأ باب رضاعة الكبير في الكتابين (١) ، وغداً أعطني النتيجة ،
__________________
١ ـ جاء في كتاب الموطأ لمالك : ٢ / ٦٠٥ ح ١٢ عن ابن شهاب ، أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال :