الادّعاء حاول أن ينهي النقاش ، وعندما ذكرت له الأحاديث الدالّة على عدد الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام ، وسألته : من هم هؤلاء الأئمَّة أو الأمراء كما ذكر البخاري؟ كان جوابه :
هذا الحديث من عقلك ، وليس له وجود عندنا ، ثمَّ سحب نفسه من المناقشة تاركاً الطلبة يهزّوا رؤوسهم استغراباً.
وكان لهذه الحادثة الأثر الكبير في تحفيزي للمزيد من البحث ما دامت المسألة على هذه الدرجة من الخطورة (١).
ويقول الدكتور أسعد في بيان السبب الذي دعاه إلى التشيُّع : إن الدافع كان واحداً ليس له ثاني ، وهو رؤيتي ـ بما لا يقبل الشك ، والدليل والبرهان القاطع ـ وجوب اتّباع أهل البيت عليهمالسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً ، فماذا بعد التمعُّن بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبة حجة الوداع : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي (٢).
فهذا القول المعروف بحديث الثقلين يرسم المنهاج بإطاره العام ، ثمَّ يخصّص بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه (٣) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه لا نبيَّ
__________________
١ ـ المتحولون ، الشيخ هشام آل قطيط : ٤٨٣ ـ ٤٨٤.
٢ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٣ ـ روى أحمد بن حنبل في مسنده : ٤ / ٢٨١ : عن البراء بن عازب قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفر ، فنزلنا بغدير خمٍّ ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحت شجرتين ، فصلَّى الظهر ، وأخذ بيد علي عليهالسلام فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فعليٌّ