فقلت له : شيخنا! أصحيح أن عمر بن الخطاب دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فوجده ميِّتاً مسجَّى ببردته ، فأغلق الباب عليه ، وشهر سيفه ، يهدِّد الناس ، ويمنعهم من القول بأن محمّداً قد مات ، ويقول : من قال إن محمّداً قد مات ضربته بسيفي هذا ، محمّد لم يمت ، إنما ذهب إلى ميقات ربِّه كموسى بن عمران ، وسيرجع بعد أربعين يوماً ، فيقطع أيدي رجال وأرجلهم؟ (١)
فقال : نعم ، هذا الحديث صحيح لا غبار عليه.
فقلت له : شيخنا! هل الله قال : إن محمَّداً لم يمت؟
قال : لا.
قلت : فهل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إني لم أمت؟
قال : لا.
__________________
١ ـ جاء في صحيح البخاري : ٤ / ١٩٣ : قال عمر : والله ما مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وليبعثنَّه الله ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم.
وفي رواية تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١١٤ : قال : وخرج عمر فقال : والله ما مات رسول الله ولا يموت ، وإنما تغيَّب كما غاب موسى بن عمران أربعين ليلة ، ثمَّ يعود ، والله ليقطعن أيدي قوم وأرجلهم ، وقال أبو بكر : بل قد نعاه الله إلينا فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) فقال عمر : والله لكأني ما قرأتها.
وفي رواية الآحاد والمثاني للضحاك : ٣ / ١٣ ، قال : ثمَّ إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبض ، فقال عمر : والله لا أسمع أحداً يذكر أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبض إلاَّ ضربته بسيفي هذا.
وراجع أيضاً : السنن الكبرى ، النسائي : ٤ / ٢٦٣ ، أسد الغابة ، ابن الأثير : ٢ / ٢٤٨ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢ / ٤٠.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١ / ١٧٨ : لمَّا مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشاع بين الناس موته ، طاف عمر على الناس قائلا : إنه لم يمت ، ولكنه غاب عنّا كما غاب موسى عن قومه ، وليرجعن فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ، يزعمون أنه مات ، فجعل لا يمرُّ بأحد يقول إنه مات إلا ويخبطه ويتوعَّده ، حتى جاء أبو بكر ، فقال : أيُّها الناس! من كان يعبد محمّداً فإن محمّداً قد مات ، ومن كان يعبد ربَّ محمّد ، فإنه حيٌّ لم يمت .. إلخ.