وتندهش من كل ما يقال عنهم ، وتتمتم أثناء المحاضرة بأن لعنة الله على الظالمين .. سامحكم الله .. أذناب بني أمية .. أتباع معاوية ... وهكذا إلى أن انتهت المحاضرة وبتول تكاد تنفجر من الغيظ.
فقلت لها : لماذا أنت مغتاظة ومتضايقة؟ أليس ما قاله الدكتور المحاضر عنكم صحيحاً؟ فابتسمت بتول عندها وقالت : إذا كان الأستاذ يفكِّر بهذا الشكل فلا لوم على الطلاب ، وإذا كان تفكير الطلاب هكذا فلا لوم على عامة الناس الذين لا ثقافة لهم.
قلت : ماذا تقصدين؟
أجابت : عفواً ، ولكن من أين لكم هذه الادّعاءات الكاذبة؟
قلت : من كتب التاريخ ومما هو مشهور عند الناس كافّة.
قالت : هل عندكِ الوقت للمناقشة؟
تردَّدت قليلا ثمَّ أجبت : ربّما بعض الوقت ، وأخذنا نتمشَّى إلى الكافتيريا ، فطلبت القهوة وجلسنا نتحدَّث.
قالت : لنترك الناس كافة ، الذين يعتمدون على الصحاح بالدرجة الأولى ، ولكن أنتِ هل قرأت شيئاً من الكتب عنّا؟
قلت : نعم ، مثل : ظهر الإسلام ، وفجر الإسلام ، وضحى الإسلام لأحمد أمين ، وغيرها كتب كثيرة.
قالت : ومتى كان أحمد أمين حجَّة على الشيعة؟ أليس عليكم أن تتبيَّنوا الأمر من مصادره الأصليّة المعروفة.
قلت : وكيف لنا أن نتبيَّن في أمر كهذا.