على ثلاثة أقسام : قسم الثابتين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقسم المرتدّين ( فعلا لا قولا ) ، وقسم المنافقين ، وعليه لا يمكن أن يكونوا كلُّهم عدولا.
وممّا واجهني به صديقي هذا من الحجج حديث الثقلين ، الذي يقول فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسَّكتم بهما لن تضلّوا أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض (١) ، وقد كفانا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤونة إمامة الأمّة السياسيّة والعلميّة بالأئمّة من أهل بيته عليهمالسلام.
وخضنا نقاشات عديدة حول تنزيه الله تعالى عن الرؤية والحركة والانتقال ، وتنزيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الذنوب والكبائر والخطأ والنسيان.
وهكذا رأيت أن عائشة وحفصة نزلت فيهما سورة كاملة تهدِّدهما بالطلاق وبعذاب النار .. ورأيت أن كل بناء السنّة العقائديّ متهاو ، بل هو من صنع وبناء حكَّام بني أميَّة أعداء الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبني العباس ، ومن بعدهم من الظالمين إلى اليوم.
ورأيت أن الشيعة مذهب صاف عقلاني ، مليء بالحجج الدامغة من القرآن الكريم والسنّة المحمديَّة ، ولا مجال للخرافات والتحريفات والأكاذيب فيه ، وهكذا إذ بينما كنت أنسب إلى الشيعة كل قبيح ، استفقت على أن مذهبهم حقٌّ ، ولهذا كثرت حوله الأباطيل والدعايات الباطلة ، التي لم يرم بها حتى دين اليهود والمجوس.
وعرفت حينها معنى قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَة ... ) (٢) ، وعرفت الحديث القائل : الناس أعداء ما
__________________
١ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٢ ـ سورة الحجرات ، الآية : ٦.