لنا أخذه إلاَّ عن طريق أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ويعتبرون أن هذا هو عين التمسُّك بسنَّته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو المطلوب من كل إنسان.
قلت ساخراً : كلُّنا نتّبع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا أحد يرى أنه خلاف ما جاء به عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
قال : الأمر ليس مجرَّد ادّعاء ، إنّما يجب إثبات ذلك بالدليل ، ونحن كشيعة نرى أن المسألة الأساسيّة التي ابتليت بها الأمّة هي مسألة الإمامة والقيادة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتي اختصَّ بها عليٌّ عليهالسلام كوصيٍّ وخليفة ، ومن بعده أئمَّة أهل البيت عليهمالسلام ، وواحدة من مستلزمات هذه الوصاية والإمامة الخلافة السياسيّة ، ومن أهل البيت فقط يصح أخذ الدين ، أمَّا ما أخذ من غيرهم فلا نقول إنه باطل مطلقاً ، ولكنّه حقٌّ مخلوط بباطل ، ونحن مأمورون بأخذ الحقِّ فقط دون غيره.
قلت : وما جدوائيَّة البحث حول قضيَّة مرَّت عليها قرون؟ وهل يفيدونا إذا ما كان عليٌّ عليهالسلام هو الخليفة أم أبو بكر؟!
سكت قليلا ثمَّ قال : عندما ننظر ـ يا أخي ـ لكل مشكلة ، يجب البحث عن جذور تلك المشكلة حتى نحلِّلها ، وما عليه المسلمون اليوم من فرقة وشتات وضياع إنما هو ناتج عن ذلك اليوم الذي حجبت فيه الخلافة عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وأعطيت لغيره بلا حقٍّ ، ومن هناك ابتدأ افتراق الأمّة ، والآن أنا أمامك أقول لك : إن الشيعة على حقٍّ ، وأنت ترى خلاف ذلك ، من هنا جاءت ضرورة البحث في الماضي لنعرف أين الأصل ، ومن الذي خالف.
هنا أخذتني العزّة ، وقرَّرت الهجوم عليه من كل جانب ، فانهلت عليه بالأسئلة مقاطعاً : إذن أنتم تشكِّكون في الصحابة؟!
أجاب بهدوء : نحن لسنا في مقام التشكيك في أحد ، ما نقوله أن كل من