يهديك إلى الصراط المستقيم ، أمَّا أن تكون لا تدري أعلى حقٍّ أنت أم على غيره ، ثمَّ تفوِّض الأمر ، هذا تبرير لا يقبل شرعاً ولا عقلا ... وتركته وذهبت (١).
وقال الأستاذ عبد المنعم قبل هذه المناظرة في كتابه : وحديث العترة يثبت فيما يثبت عصمة أهل البيت عليهمالسلام ; لأن الذي لا يفارق القرآن ولا يفترق عنه يعني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه مثل القرآن تماماً ، ولو كان هنالك ثمَّة احتمال ـ ولو ضئيل جدّاً ـ بافتراق أهل البيت عليهمالسلام عن القرآن لما أكَّد لنا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في كلامه أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، وبهذا المعنى نفهم آية التطهير التي نزلت في أهل البيت عليهمالسلام ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢).
ولقد أجمعت مصادر التفسير والحديث على نزول هذه الآية في خمسة : النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، كما جاء في صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل أهل البيت عليهمالسلام (٣).
والآية ناطقة بعصمة أهل البيت عليهمالسلام ، ممّا يؤهِّلهم دون غيرهم للقيام بدور الإمامة ، لحفظ الشريعة الإسلاميَّة ، وممارسة دور الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم القياديّ في الأمّة ، والذي لا يتأتَّى إلاَّ لمعصوم مصطفى من السماء ، وهذا ما لخَّصته آية التطهير ، والتي صدِّرت بأداة الحصر ( إنَّما ) وهي من أقوى أدوات الحصر ، وفيها
__________________
١ ـ بنور فاطمة عليهاالسلام اهتديت ، عبد المنعم حسن : ١٤٢ ـ ١٤٤.
٢ ـ سورة الأحزاب ، الآية : ٣٣.
٣ ـ راجع : صحيح مسلم : ٧ / ١٣٠ ، سنن الترمذي : ٥٠ / ٣١ ح ٣٢٥٩ ، مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٣٣١ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٢ / ١٤٩ ، المصنّف ، ابن أبي شيبة : ٧ / ٥٠١ ، ح ٣٩ ـ ٤١ ، صحيح ابن حبان : ١٥ / ٤٣٢ ـ ٤٣٣ ، المستدرك ، الحاكم : ٣ / ١٣٣ و ١٤٧ و ١٤٨ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ٣ / ٥٤ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٧ / ٩١.