أضف إلى ذلك أن الآيات والروايات التي وردت عن أهل البيت عليهمالسلام كافية لتوجِّهنا للأخذ منهم ، ونحن لم نجد سوى الشيعة متمسِّكة بهم ، وهنالك تعلم بعدد الأئمة ، ولا ضرورة للاحتجاج عليك بعدد الأئمة من مصادركم ; لأن الموضوع فرعىٌّ ، ومع ذلك ـ وبلطف من الله تعالى لإظهار الحقّ ولإقامة الحجّة ـ لم تخل مصادر أهل السنة والجماعة من الأحاديث التي تحدِّد عدد الأئمَّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وصدفة كنت أحمل أحد مجلَّدات موسوعة تجمع ما جاء في الصحاح الستة من أحاديث ، وفتحت باب الإمارة ، وقرأت عليه : عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلُّهم من قريش ، وقلت له : هل سمعت؟ فبهت الذي كفر.
وانتفض انتفاضة قويَّة وكأنه قد مسَّ بطائف من الشيطان ، وقال : من أين لك هذا الحديث؟!
فذكرت له المصادر ، وأذكرها هنا تتمَّة للفائدة :
صحيح البخاري ، كتاب الأحكام ، ج ٩ ، ص ٧٢٩.
صحيح مسلم ، ج ٣ ، كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش.
صحيح الترمذي ، ج ٤ ، ص ٥٠١.
سنن أبي داوود ، كتاب المهدي ، ص ٥٠٨.
مسند أحمد بن حنبل ، ج ١ ، ص ٣٩٨.
وهذا الحديث جعل علماء أهل السنة يعيشون في تخبُّط ومشكلة كبيرة لن يخرجوا منها ، ولن يجدوا لها حلاًّ إلاَّ عند أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، وهم الشيعة المعروفون بـ : الاثني عشريَّة ... ولقد حاول البعض أن يجد تفسيراً معقولا