عندما رأيت الناس تدخل وتزور وتقبِّل هذا الضريح فعلت مثلهم ، فعرفت أن هنا مقاماً لسيِّدة فاضلة.
فاقتربت من أحد الشباب الذين يلطمون على رؤوسهم وصدورهم ، حيث يضع شريطاً أسوداً مربوطاً برأسه ، وعلى جبينه مكتوب ( يا حسين ) .. فقلت له : إذا سمحت .. السيِّدة رقيّة بنت من؟
فضحك هذا الشابّ من سؤالي ، واستغرب!! وقال لي : من أين أنت؟
فأجبته : من القامشلي.
فقال لي : أين تقع مدينة القامشلي؟
فقلت له : تبعد من هنا ما يقارب ١٠٠٠ كم ، وقال : أنت من سوريا ولا تعرف هذا المقام لمن؟
فقال لي : أنت سنّيٌّ؟
فأجبته : نعم.
فقال لي : حقّك لا تعلم ، هذه السيِّدة رقيَّة بنت الإمام الحسين عليهالسلام ، عندما جاءوا بأهل البيت سبايا من العراق إلى الشام ، والحسين رأسه محمول على الرمح من هناك إلى هنا ، وعندما وصلوا إلى الجامع الأموي وضعوا رأس الحسين عليهالسلام في المسجد أمام اللعين يزيد ، وبدأ يزيد يرغي ويزبد ويصيح : أتينا برأس زعيم الخوارج الحسين بن علي بن أبي طالب.
فقاطعته الحديث ، الحسين سيِّد شباب أهل الجنّة يحملون رأسه على الرمح ويأتون به إلى الشام؟ ماذا تقول يا أخي؟ أليس الشيعة هم الذين قتلوه ، وهم الآن يبكون ويندبون ويلطمون ندماً وحزناً لأنهم هم الذين قتلوه؟
قاطعني الشابُّ بحماس ، وقال لي : أنت متعلِّم؟