قال : نعم.
قال : وتجمع صدقات أهل الحضر وأهل البوادي ، فتجعلهم فيها سواء؟
قال : نعم.
قال : فقد خالفت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل ما قلت في سيرته ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقسم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي ، وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر ، ولا يقسمه بينهم بالسويَّة ، وإنما يقسمه على قدر ما يحضره منهم وما يرى ، وليس عليه في ذلك شيء موقّت موظّف ، وإنما يصنع ذلك بما يرى على قدر من يحضره منهم ، فإن كان في نفسك مما قلت شيءٌ فالقِ فقهاء أهل المدينة ; فإنهم لا يختلفون في أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا كان يصنع.
ثمَّ أقبل على عمرو بن عبيد فقال له : اتق الله ، وأنتم ـ أيُّها الرهط ـ فاتقوا الله ، فإن أبي حدَّثني ـ وكان خير أهل الأرض ، وأعلمهم بكتاب الله عزَّوجلَّ وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من ضرب الناس بسيفه ، ودعاهم إلى نفسه ، وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف (١).
__________________
١ ـ الكافي ، الكليني : ٥ / ٢٣ ـ ٢٧ ح ١ ، تهذيب الأحكام الطوسي : ٦ / ١٤٨ ـ ١٥١ ح ٧ ، الاحتجاج ، الطبرسي : ٢ / ١١٨ ـ ١٢٢.