فقال : يعفيني أميرالمؤمنين من جوابه.
فقال المأمون : يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة.
فقال عليهالسلام : لابد ليحيى من أن يخبر عن أئمته : أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا؟ فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب (١) ، وإن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم : وليتكم ولست بخيركم (٢) ، وقال تاليه : كانت بيعته فلته فمن عاد لمثلها فاقتلوه (٣) فو الله ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلاّ بالقتل ، فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع إلاّ بنعوت منها : العلم ، ومنها الجهاد ، ومنها سائر الفضائل وليست فيه (٤) ومن كانت بيعته فلته يجب القتل على من فعل مثلها ، كيف يقبل عهده غيره
__________________
١ ـ في الإحتجاج : فلا إمامة.
٢ ـ روى عبد الرزاق الصنعاني : عن معمر رجل عن الحسن أن أبا بكر خطب فقال : أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت لقامي هذا كارها ، ولوددت لو أن فيكم من يكفيني ، فتظنون أني أعمل فيكم سنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا لا أقوم لها ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإن لي شيطانا يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ، لا أوثر في أشعاركم ولا أبشاركم ، ألا فراعوني! فإن استقمت فأعينوني ،. إن زغت فقوموني.
راجع : المصنف ، عبد الرزاق الصنعاني : ١١ / ٣٣٦ ح ٢٠٧٠١ و ٢٠٧٠٢ ، السقيفة وفدك ، الجوهري : ٥٢ ، الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد : ٣ / ٢١٢ ، تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٢٧ ، الثقات ، ابن حبان : ٢ / ١٥٧ ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري : ١ / ٣٤ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢ / ٥٦ و ٦ / ٢٠ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٣٠ / ٣٠١ ـ ٣٠٣ ، تاريخ الطبري : ٢ / ٤٥٠ و ٤٦٠ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٥ / ٢٦٩ و ٣٣٤ ، السيرة النبوية ، ابن كثير : ٤ / ٤٩٣ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ٥ / ٥٨٩ ح ١٤٠٥ ، و ٥٩٩ ح ١٤٠٦٢ و ٦٠٧ ح ١٤٠٧٣ ، تفسير القرطبي : ٣ / ٢٦٢.
٣ ـ صحيح البخاري : ٨ / ٢٦ ، المصنف ، ابن أبي شيبة : ٧ / ٦١٥ ـ ٦١٦ ح ٥ ، و ٨ / ٥٧٠ ح ١ ، تأريخ اليعقوبي : ٢ / ١٥٨ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٩ / ٣١ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٦ / ٥ ، الثقات ، ابن حبان : ٢ / ١٥٦ ، الفائق في غريب الحديث ، الزمخشري : ٣ / ٥٠.
٤ ـ جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٧ / ١٥٦ : اعترض المرتضى رضي الله عنه فقال : أما