قلت : موضوعه هو الخلاف بين السنّة والشيعة ، وقد أثبتُّ فيه ممَّا لا يدع مجالا للشك أن الشيعة هي الطائفة المحقّة ، وغيرها باطل وضلال.
وهنا تدخَّل الدكتور عمر قائلا : أيّ فرقة في الشيعة تقصد؟ الزيديّة ، أم الإماميّة ، أم الإسماعيليّة؟ فالفرق الشيعيّة متعدِّدة ، فأيُّها الحقُّ؟
قال الشيخ معتصم : سماحة الدكتور! بغضّ النظر عن هذه التفاصيل ، فنحن الآن أمام إطار عام وعناوين مجرّدة ، وبعد تجاوزها يكون المجال مفتوحاً لمناقشة التفاصيل ، والإطار العام هو وجوب اتّباع أهل البيت عليهمالسلام والأخذ عنهم ، ويمكننا أن نثبت هذا الإطار بشتّى الطرق ، سواء كان قرآناً أو سنّة ، ويكفيك مفارقة واحدة بين السنّة والشيعة ، وهو أخذ الشيعة بحديث : إني تارك فيكم ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلُّوا بعدي أبداً ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي (١) ، وتمسّك أهل السنة بحديث « كتاب الله وسنّتي » وهذا الشاهد كاف في الحكم بأحقّيّة الشيعة ، وبطلان أهل السنّة في هذه الحيثيّة ، وهكذا يمكن أن نتدرَّج في بقيَّة المسائل.
وهنا واصل الدكتور عمر قائلا : إنّ حديث العترة نؤمن به ، ولكن لا نفهم منه ما فهمته الشيعة ، فإنّ الحديث يدلّ على التمسُّك بالقرآن فحسب.
قال الشيخ معتصم : قلت : سبحان الله! إنّ واو العطف في الحديث واضحة « كتاب الله وعترتي » هذا بالإضافة إلى قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الثقلين » ، « ما إن تمسَّكتم بهما ».
عارضني قائلا : ليس كل واو دالة على العطف ، فإن للواو معاني عدَّة ، ولقد
__________________
١ ـ تقدَّمت تخريجاته.