فتنة ، ولكن من أقحم الناس في الباطل ، وآثر الهوى على الحقِّ ، فذلك صاحب الفتنة والفرقة.
قال : فتربَّد وجه عبد الرحمن ، ثمَّ قال : لو أعلم أنك إياي تعني لكان لي ولك شأن.
قال المقداد : إياي تهدِّد يابن أم عبد الرحمن؟!
ثمَّ قام عن عبد الرحمن ، فانصرف.
قال جندب بن عبدالله : فاتبعته ، وقلت له : يا عبدالله! أنا من أعوانك.
فقال : رحمك الله! إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة.
قال : فدخلت من فوري ذلك على عليٍّ عليهالسلام ، فلمَّا جلست إليه قلت : يا أبا الحسن! والله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر ، عنك.
فقال : صبر جميل والله المستعان.
فقلت : والله إنك لصبور!
قال : فإن لم أصبر فما ذا أصنع؟
قلت : إنّي جلست إلى المقداد بن عمرو آنفاً وعبد الرحمن بن عوف ، فقالا كذا وكذا ، ثمَّ قام المقداد فاتبعته ، فقلت له كذا ، فقال لي كذا ، فقال علي عليهالسلام : لقد صدق المقداد ، فما أصنع؟
فقلت : تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك ، وتخبرهم أنك أولى بالنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتسألهم النصر على هؤلاء المظاهرين عليك ، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين ، فإن دانوا لك فذاك ، وإلاَّ قاتلتهم ، وكنت أولى بالعذر ، قتلت أو بقيت ، وكنت أعلى عند الله حجَّة.
فقال : أترجو ـ يا جندب ـ أن يبايعني من كل عشرة واحد؟