وهو بالتأكيد تحقَّق ; لأن الله لم يضع هذا الأمر عبثاً ، وإنما واقعاً ; لأن هذه الآية ليست مثاليَّة ، وإنما لها نماذج واقعيَّة تكون حجَّة على البشر ، فهل ياترى هنالك نموذج يكون مصداقاً لهذه الآية غير علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي اتّفق على فضله جميع المسلمين؟!
وثالثاً قال تعالى : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) ، جاء في تفسير الرازي لهذه الآية أنّ الله أوجب طاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ، وكل من يأمر الله بطاعته على سبيل الجزم لابدَّ أن يكون معصوماً ، وإلاَّ يجتمع الأمر والنهي في موضع واحد ، وهذا محال.
وبتقرير آخر : إنّ الله أمر بالطاعة المطلقة لأولي الأمر من غير تخصيص ، فإذا كان يتصوَّر منهم الخطأ فإننا بطريقة غير مباشرة نرتكب الخطأ ، فنكون أمرنا بارتكاب الخطأ ، وقد نهانا الله عنه ، فيكون بذلك اجتمع الأمر والنهي في موضع واحد ، وهذا محال ، فإذاً لابد أن يكون أولو الأمر معصومين ، فياترى من هم المعصومون الذين أمرنا الله بطاعتهم؟
قلت لكي أقطع عليه الطريق : ... الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم طبعاً.
خالي مبتسماً : مهلا يا بنة أختي ، لا تتعجَّلي ..
قلت : نعم ، نعم أنا آسفة .. واصل كلامك.
خالي : والإجابة على ذلك هو قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) إنّ في هذه الآية تأكيداً من الله عزّوجلَّ
____________
١ ـ سورة النساء ، الآية : ٥٩.
٢ ـ سورة الأحزاب ، الآية : ٣٣.