إسرائيل كانوا يقتلون في اليوم والليلة سبعين نبيّاً (١) ، قال تعالى : ( كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ ) (٢) ، أمّا لماذا فعلوا ، فهذا بحث آخر.
قلت : ما هي نظرتكم إلى الصحابة بكل أمانة؟
خالي : ننظر إليهم كما نظر إليهم القرآن والأحاديث الشريفة.
قلت : وكذلك أهل السنّة يقولون : إنّ القرآن نزَّههم من كل سوء ، وبايعوه على الموت ، وصاحبوه بصدق في القول والعمل ، وهي أحد الأصول التي ندين بها.
خالي : هذه نظرتهم لا نظرة القرآن ; لأنّ القرآن قسّم الصحابة إلى ثلاثة أقسام ...
الأول : الصحابة الأخيار الذين عرفوا الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم حق المعرفة ، ولم ينقلبوا بعده ، بل ثبتوا على العهد ، وقد مدحهم الله جلّ جلاله في كتابه العزيز ، وقد أثنى عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في العديد من المواقع ، ونحن الشيعة نذكرهم باحترام وتقديس ونترضَّى عليهم.
القسم الثاني : هم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام واتّبعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إمّا رغبة أو رهبة ، وهؤلاء كانوا يمنُّون إسلامهم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانوا يؤذونه في بعض الأوقات ، ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه ، بل يجعلون لآرائهم مجالا في مقابل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى نزل القرآن بتوبيخهم مرّة وتهديدهم
__________________
١ ـ راجع : اللهوف في قتلى الطفوف ، ابن طاووس : ٢٢ ، تفسير الثعالبي : ١ / ٢٧٧.
٢ ـ سورة المائدة ، الآية : ٧٠.