هم أئمة أهل البيت الاثنا عشر عليهمالسلام ، وذلك لقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في البخاري في باب الخلافة ، ومسلم وغيرهما من الصحاح عشرين رواية ـ كما جعلها القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ـ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إن الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة (١).
فجاء في رواية : كلهم من قريش ، وفي رواية : كلهم من بني هاشم ، وهذا الترديد في نقل الراوي لا يؤثِّر في الاستدلال بهذا الحديث على إمامة أهل البيت عليهمالسلام ، وذلك بأن الفرقة الإسلاميّة الوحيدة التي توالي اثني عشر إماماً هم الشيعة الإماميّة الاثنا عشريّة ، كلهم من أهل البيت عليهمالسلام ، فإذا ثبت ـ وهو كذلك ـ حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بكتاب الله وعترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، ثمَّ جاء حديث آخر يقول : الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة ، تعيَّن أن يكون هؤلاء من أهل البيت عليهمالسلام ; لأنه يستحيل عقلا أن يأمرنا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم باتّباع أهل البيت ، وفي نفس الوقت يأمرنا باتّباع خلفاء من غير أهل البيت ، ممَّا يحدث تناقضاً وتضارباً ، فتعيَّن أن يكون الخلفاء المقصودون في الحديث هم الأئمة من آل البيت عليهمالسلام ، وللأسف لم يكن الخلفاء الذين حكموا في التأريخ ولا أئمّة المذاهب الأربعة من آل البيت عليهمالسلام ، وهذا كاف في إبعادهم عن ساحة الحوار.
قلت : ولكن من أين جاءت فكرة المذاهب الأربعة؟
خالي : فكرة المذاهب الأربعة خدعة نسجت خيوطها سياسات الكبت
____________
١ ـ راجع : صحيح البخاري : ٨ / ١٢٧ ، صحيح مسلم : ٦ / ٣ ، مسند أحمد بن حنبل : ٥ / ٨٦ ـ ٩٣ ، المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٣ / ٦١٧ ـ ٦١٨.