قال : فالنبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقي في دار الإسلام أم ارتحل؟
قال : بل ارتحل.
قال : فأمور الشرع ارتحلت معه أم بقيت بعده؟
قال : بل بقيت.
قال : وهل قام أحد بعده بعمارة ما بناه؟
قال : نعم ، الذرِّيَّة والصحابة.
قال : أفعمروها أو خربوها؟
قال : بل عمروها.
قال : فالآن هي معمورة أم خراب؟
قال : بل خراب.
قال : خربها ذرِّيَّته أم أمَّته؟
قال : بل أمَّته.
قال : وأنت من الذرِّيَّة أو من الأمَّة؟
قال : من الأمَّة.
قال : أنت من الأمَّة وخربت دار الإسلام ، فكيف ترجو الجنّة؟
وجرى بينهم كلام كثير (١).
ورواها ابن الأعثم الكوفي ـ أيضاً ـ أكمل من السابقة ، قال : فبينا عليٌّ ـ كرَّم الله وجهه ـ مقيم بالكوفة ينتظر انقضاء المدّة التي كانت بينه وبين معاوية ، ثمَّ يرجع إلى محاربة أهل الشام ، إذ تحرَّكت طائفة من خاصَّة أصحابه في أربعة
__________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : ٢ / ٣٦٩ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ٣٣ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ح ٦١٨.