عنده ، كما يرتفع خبر (إنّ). وعند سيبويه (١) ، أنّ قولك : لا رجل أفضل منك ، يرتفع أفضل ، كما يرتفع خبر المبتدأ. وفائدة هذا الخلاف تظهر في قوله : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ)(٢) لأن (فيها) ، عند سيبويه ، خبر للاسمين. أعني : لغوا وتأثيما ، لأنّ (لغوا) مبتدأ ، ولا تأثيم في موضع المبتدأ. وسد (فيها) مسد الخبرين.
وعند أبي الحسن يرتفع (فيها) [٥٤ / أ] على أنه خبر أحد الاسمين ، وخبر الآخر مضمر كما [قال الشاعر] :
١٣٧ ـ نحن بما عندنا وأنت بما |
|
عندك راض والرأي مختلف (٣) |
أي : [نحن](٤) بما عندنا [راضون](٥) و «أنت](٦) بما عندك [راض](٧) [وقال الآخر] :
١٣٨ ـ رماني بأمر كنت منه ، ووالدي |
|
بريئا. ومن جول الطّويّ رماني (٨) |
أي : كنت منه بريئا ، ووالدي بريء ، ولم يذكر. وقال عز من قائل : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ)(٩) أي : الله أحق أن يرضوه ، ورسوله كذلك ، ولم يذكر. والفارس (١٠) ، كأنه يقوّي قول أبي الحسن. وإذا ثبت هذا ف (لا) هذه ، غير جائز فيها تقديم ما في حيزها عليها ، وليست مثلها في قولهم : أنت زيدا إلا ضارب. على تقدير : أنت لا ضارب زيدا. وقولهم : جئت بلا شيء.
[وقول الشاعر] :
١٣٩ ـ إذا ما أدلجت وصفت يداها |
|
لها إدلاج ليلة لا هجوع (١١) |
و :
١٤٠ ـ ... |
|
أمسى ببلدة لا عمّ ، ولا خال (١٢) |
__________________
(١) الكتاب ٢ : ٢٧٤ ـ ٢٧٦.
(٢) ٥٢ : سورة الطور ٢٣.
(٣) البيت من المنسرح ، لقيس بن الخطيم في : ملحق ديوانه ١٧٣ ، والكتاب ١ : ٧٥ ، والتحصيل ٩٢. وعزاه الفراء ، في معاني القرآن إلى مرار الأسدي ٢ : ٣٦٣ ، ولدرهم بن زيد الأنصاري في الإنصاف ١ : ٩٥ ، ولعمرو بن امرئ القيس في الخزانة ١٠ : ٢٩٥ ، ٤٧٦.
وبلا نسبة في : المقتضب ٣ : ١١٢ ، والمذكر والمؤنث ٦٧٧ ، وشفاء العليل ١ : ٢٧٤.
ورواه الشارح في الأصل :
أنت بما عندنا ، ونحن بما |
|
عندك ، راض والرأي مختلف |
وهذه الرواية لا تحقق مراد الشاعر.
(٤) في الأصل : أنت.
(٥) في الأصل : راض.
(٦) في الأصل : نحن.
(٧) في الأصل : راضون.
(٨) البيت من الطويل ، لعمرو بن أحمر الباهلي ، في ديوانه ١٨٧ ، والكتاب ١ : ٧٥ ، والتحصيل ٩٢ ، وله ، أو للأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي في اللسان (جول) ١١ : ١٣٢.
وبلا نسبة في : المذكر والمؤنث ٦٧٨ ، والجمل ١ : ٤٢٠ ، وهمع الهوامع ٢ : ٨٤.
والجول : ناحية البئر. الطوي : البئر
(٩) ٩ : سورة التوبة ٦٢.
(١٠) يعني به : أبا علي الفارسي.
(١١) البيت من الوافر ، لم أهتد إلى قائله.
(١٢) البيت من البسيط ، لم أهتد إلى قائله.