وفي الجمع : فلك ، أيضا. ففلك ، في الواحد ، نظير : قفل. وفي الجمع : نظير أسد. وناقة هجان في الواحد ، نظير كتاب. وفي الجمع : نظير : ظراف. فكذا ، هاهنا.
وأما ترخيم : ترقوة ، وعرقوة ، على لغة من قال : يا حار ، فلا إشكال في أن يقال : يا ترقو ، ويا عرقو. ومن قال : يا حار ، فلا بد من أن يقلب الواو ياءا ، والضمة كسرة ، فيقول : يا عرقي ، ويا ترقي. كما تقول : يا ثمي ، في ترخيم : ثمود ، لأنه لو قال : يا ثمو ، ويا عرقو ، ويا ترقو ، لأوقع في الاسم واوا قبلها ضمة. وهم إذا أدى إلى ذلك قياس تركوه ، ورفضوه. ألا ترى : أنهم قالوا في جمع دلو : أدل ، وأبدلوا من الضمة ، قبل الواو ، كسرة. فانقلبت الواو ياءا ، فقالوا : أدل. وعلى هذا قياس هذا الباب.
[قال أبو الفتح] : وتقول في ترخيم : كروان : يا كرو أقبل. على لغة من قال : يا حار. ومن قال : يا حار ، قال : يا كرا. أمّا من قال [١٢٠ / ب] : يا كرو ، فإنه يحذف الحرفين الزائدين ، وهما الألف ، والنون ، وهو ينويهما فيبقى الواو مفتوحا ، كما كان مفتوحا ، وبعدها ألف.
وقد تقدم في كتاب اللمع : أن الحرفين الزائدين ، يسقطان في الترخيم. كترخيم هندات ، اسما علما. وإذا كانوا قد حذفوا الحرف الأصلي ، مع الزائد ، في نحو : منصور ، ومحمود ، فيقولون : يا منص ، ويا محم ، فيحذفون الراء ، والدال ، مع الواو ، وهما حرفان أصليان ، فلأن تحذف الألف ، مع النون ، في : كروان ، وعثمان ، ومروان ، أولى ، وأحرى.
وأمّا من قال : يا حار ، فإنه يقول : يا كرا ، لا بد له من ذلك ، لأنه يحذف الحرفين ، ولا ينويهما. فيبقى : كرو ، فيقلب الواو ألفا ، لتحركها ، وانفتاح ما قبلها ، كما قلبها في : عصا ، ورحا ، والأصل : عصو ، ورحو ، على أحد المذهبين.
وأما : عظاية ، وعباية ، وشقاوة ، فإنه على لغة من قال : يا حار ، لا إشكال فيه ، أنه يقال : يا عظاي ، ويا عباي ، ويا شقاو. فأما من قال : يا حار ، فإنه لا يعتبر التاء طرفا ، ويرى : الواو ، والياء طرفين ، وهما متحركان ، وقبلهما ألفان ، فيقلب الواو ، والياء ألفين ، وقبلهما ألفان ، فلا يخلو : إما أن يحذف أحدهما ، أو يحرّك أحدهما ، فلا يجوز حذف أحدهما ، والتحريك في [الآخر] أولى ، لأنه بدل من حرف متحرك. فقالوا : يا عظاء ، ويا عباء ، ويا شقاء. فاعرفه.
وأما إذا سميت ب (حبليان) على لغة من قال : يا حار ، فهو بمنزلة : مروان ، وعثمان. تقول : يا حبلى أقبل. فأما. من قال : يا حار ، فإن ترخيمه على لغته مستحيل ، وذلك ، لأنه ينبغي أن يقول : يا حبلى ، لأنه يحذف الألف ، والنون ، فيبقى : يا حبلي ، وهو لا ينوي الحرفين المحذوفين ، بل يجعل : حبلي ، اسما على حياله ، فينبغي أن يقلب الياء ألفا ، فيقول : يا حبلى. وإذا كان كذلك ، كان ألف حبلى ، بدلا من الياء ، فيخرج بذلك عن أصول كلام العرب ، لأن (فعلى) قط ، لا يوجد إلا وألفها زائدة. فإذا احتاج إلى قلب الياء ألفا ، فقد جعل الألف [١٢١ / أ] أصلية ، إذ كان بدلا من حرف أصلي. وهذا لا يجوز. وهذا بمنزلة قولهم (طيلسان) بكسر اللام ، إذا رخّم ، بعد التسمية ، لم يجز ، لأنه يؤدي إلى أن يكون (فيعلا). و (فيعل) ليس في الأسماء الصحيحة. وإنما