للفعل. وأخطؤوا في ذلك ؛ لأن (إذن) يعمل ، ويلغى. و (أن) لا يلغى أبدا ، فثبت أنّ ذاك باطل ، ولأنّ (إذن) في الوقف بالألف (١) ، و (أن) لا يوقف عليه إلا بالنون.
وأما (حتى) فقد تقدم لها باب (٢).
وأما الفاء ، فإذا كانت جوابا ، لأحد [١٢٤ / ب] سبعة أشياء ، فإن (أن) يضمر بعدها ، وينصب الفعل بإضمار (أن). ولجميع السبعة شيء واحد ، وهو أنه غير واجب. فالأمر ، قولك : زرني فأزورك. والتقدير : ليكن منك زيارة ، فزيارة مني. لا بد أن يقدر (أن) بعد الفاء ؛ ليكون ما بعدها ، في تقدير المصدر. ويكون اللفظ الأول ، مؤولا ، فيعطف المصدر على المصدر.
وقال الجرمي : الناصب للفعل ، الفاء نفسها. وهذا باطل ؛ لأن الفاء ، تدخل على الاسم ، والفعل ، جميعا ، وتكون للعطف ، فلا يجوز أن يكون عاملا ، في الفعل. فاعرفه ، وإذا قلت : ما تأتيني ، فتحدثني ؛ فهو أيضا ، في هذا التقدير. أي : ما يكون منك إتيان فحديث. ويجوز الرفع في هذه الأجوبة بالفاء. قال الله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى)(٣).
رفعه الجماعة ، غير حفص (٤). (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى) (٤) (٥) ، رفعوه ، غير عاصم (٦). فعلم أن الوجهين جائزان.
والواو : بمنزلة الفاء. قال الله تعالى : (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٧). قرئ بالرفع ، والنصب (٨). أعني : لا نكذب ، ونكون. وقالوا في قوله تعالى : (وَلا
__________________
(١) اللسان : (إذن) ١٣ : ١٣ ، والمغني ١ : ١.
(٢) ينظر : ص ٢٢٠.
(٣) ٤٠ : سورة غافر ٣٦ ـ ٣٧.
كما نصبه : الأعرج ، والسلمي ، وعيسى. السبعة ٥٧٠ ، والحجة ـ لابن خالويه ٣١٥ ، وحجة القراءات ٦٣١ ، والتيسير ١٩١ ، والكشاف ٣ : ٤٢٨ ، ومجمع البيان ٨ : ٥٢٣ ، وتفسير الرازي ٢٧ : ٦٧ ، وتفسير القرطبي ١٥ : ٣١٥ ، والنشر : ٣٦٥ ، وإتحاف الفضلاء ٣٧٩.
(٤) هو : حفص بن سليمان بن المغيرة ، أبو عمر بن أبي داود ، الأسدي ، الكوفي ، الغاضري ، البزاز ، ويعرف ب (حفيص) (ت ١٨٠ ه على الأرجح). أخذ القراءة عن عاصم ، وكان ربيبه ، ابن زوجته ، روى القراءة عنه : حسين بن محمد ، المروذي ، وحمزة بن القاسم الأحول ، وخلف الحداد ، وآخرون. قال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم. ينظر : غاية النهاية ١ : ٢٥٤ ، ٢٥٥.
(٥) ٨٠ : سورة عبس ٣ ـ ٤.
(٦) كما نصبه : ابن أبي إسحاق ، والسلمي ، وعيسى ، وزر بن حبيش. السبعة ٦٧٢ ، والحجة ـ لابن خالويه ٣٦٣ ، وحجة القراءات ٧٤٩ ، والتيسير ٢٢٠ ، ومجمع البيان ١٠ : ٤٣٦ ، وتفسير الرازي : ٣١ : ٥٧ ، وتفسير القرطبي : ١٩ : ٢١٤ ، والنشر ٢ : ٣٩٨ ، وإتحاف الفضلاء ٤٣٣.
(٧) ٦ : سورة الأنعام ٢٧.
(٨) بالرفع فيهما ، قرأ : نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، والكسائي ، وأبو جعفر ، وأبو بكر ، وبرفع (نكذب) ، ونصب (نكون) قرأ : ابن عامر ، وبنصب (نكذب) ، ورفع (نكون) قرأ : الشنبوذي. تفسير الطبري ٧ : ١٧٥ ، والسبعة ٢٥٥ ، وإعراب القرآن ـ للنحاس ١ : ٥٤٢ ، والحجة ـ لابن خالويه ١٣٧ ، والكشف ـ للقيسي ١ : ٤٢٧ ـ ٤٢٩ ، والتيسير ١٠٢ ، وتفسير التبيان ٤ : ١٠٧ ، ١٠٨ ، ومجمع البيان ٢ : ٢٨٨ ، وتفسير الرازي ١٢ : ٢٠٢ ، والتبيان ـ للعكبري ١ : ٢٣٩ ، وتفسير القرطبي ٦ : ٤١٨ ، والبحر